فاقتصر على الاستعارة أوّلا ثمّ صرّح بالبيان لما التبس على بعضهم.
وقد استدلّ بظاهر الآية من جوّز الإصباح جنبا للصائم. ثمّ قالوا : الدلالة فيها على ذلك من وجهين :
أحدهما : إطلاق إحلال الرفث ليلة الصيام المقتضى لجواز المباشرة في جميع أجزاء الليل.
الثاني : قوله : حتّى يتبيّن لظهور أنّ تجويز المباشرة إلى الفجر يقتضي جواز الغسل بعده.
ويؤيّده من الأخبار ما رواه الشيخ في الصحيح عن حبيب الخثعمي (١) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآله يصلّى صلاة الليل في شهر رمضان. ثمّ يجنب
__________________
ـ الحذاقى هو أبو دواد ، واتصف معناه صار وصفا في الجود يعنى كعبا انظر ترجمته في الشعر والشعراء ص ٦٨ والمؤتلف والمختلف ص ١٦٦ وسمط اللآلي ص ٨٧٩ والاعلام ج ٢ ص ٩٤ وبلوغ الارب ج ٣ ص ١١٤ والخزانة ج ٤ ص ١٩٠ والفرائد الغوالي ج ٢ من ص ١٠ إلى ١٦ وجمهرة أنساب العرب ص ٣٢٨ وسبائك الذهب ص ٢٠ والاشتقاق لابن دريد ص ١٦٨ ، والبيت أنشده في المجمع ج ١ ص ٢٧٩ وشرحه القزويني ج ٢ ص ١٥٥ بالرقم ٤١٩ وأنشده أبو الفتوح في روح الجنان ج ٢ ص ٨٠ والكشاف ج ١ ص ٢٥٨ والطبري ج ٢ ص ١٧٦ والصحاح واللسان (خيط).
ويروى غدوة مكان سدفة ، والسدفة : ظلمة آخر الليل. وقيل : اختلاط الضوء والظلمة جميعا وقال عمارة : السدفة : ظلمة فيها ضوء من أول الليل وآخره ما بين الظلمة إلى الشفق ، وما بين الفجر إلى الصلاة قال الأزهري : (والصحيح ما قال عمارة) ويروى البيت خبر مكان خيط.
(١) انظر التهذيب ج ٤ ص ٢١٣ الرقم ٦٢٠ والاستبصار ج ٢ ص ٨٨ الرقم ٢٧٦ و ٢٧٧ قال الشيخ : يجوز بعد تسليمة أن يكون تأخير الغسل لعذر من برد أو لعوز الماء وانتظاره وغير ذلك ، وذلك سائغ عند الاضطرار ، وأضاف في الوسائل الباب ١٦ من أبواب ما يمسك عنه الصائم الحديث ٥ احتمال كونه من خصائص النبي (ص) أو كونه منسوخا.