ولا تقرب ، وعلى هذا فالنهي على الحقيقة لا المبالغة.
(كَذلِكَ) مثل ذلك التبيين.
__________________
ـ حمى لا ترعى ، وما أحل منها مرعى لا تحمى ، وقوله عليهالسلام : فمن ارتع حول الحمى كان قمنا أن يرتع فيه يريد التحذير من الإلمام بشيء من صغائر الذنوب لئلا يكون ذلك مجريا على الوقوع في كبائرها والنهول في معاظمها وهذه من أحسن العبارات عن هذا المعنى ، وهذا الغرض نحاه عمر بن عبد العزيز بقوله : دع بينك وبين الحرام جزء من الحلال فإنك إن استوفيت الحلال كله تاقت نفسك إلى الحرام وانتهى كلامه رفع مقامه.
ثم إن الراوي في جميع المصادر التي سردناها سوى ما روى فيه مرسلا هو النعمان بن بشير. وادعى أبو عمرو الداني أنه لم يروه غيره قال في الفتح : إن أراد من وجه صحيح فمسلم والا فقد رويناه من حديث ابن عمر وعمار في الأوسط للطبراني ، ومن حديث ابن عباس في الكبير له ، ومن حديث واثلة في الترغيب للاصبهانى وفي أسانيدها مقال.
ثم النعمان بن بشير هو الصحابي ابن الصحابي والصحابيه أبو عبد الله النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة ابن جلاس بضم الجيم وتخفيف اللام وقال ابن مأكولا في ص ١٧٠ ج ٣ من الإكمال خلاس بفتح الخاء وتشديد اللام ابن زيد بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج ولد على رأس أربعة عشر شهرا من الهجرة على الأصح وهو أول مولود من الأنصار بعد الهجرة في قول روى له عن رسول الله (ص) مائة وأربعة عشر حديثا اتفق البخاري ومسلم منها بخمسة وانفرد البخاري بحديث ومسلم بأربعة.
واستعمل النعمان معاوية على حمص ثم على الكوفة واستعمله عليهما بعده يزيد بن معاوية قتل بالشام بقرية من قرى حمص في ذي الحجة سنة أربع وستين انظر تهذيب الأسماء واللغات للنووي ج ٢ ص ١٢٩ الرقم ١٩٤ والإصابة ج ٣ ص ٥٢٩ الرقم ٨٧٠ والاستيعاب بذيل الإصابة ج ٣ ص ٥٢٢ واسد الغابة ج ٥ ص ٢٢ وفيه أيضا نقل الحديث عنه ورسالة الحر العاملي في تحقيق الصحابة ص ١١٣ الرقم ٤١٧ وكتاب الجمع بين رجال الصحيحين ج ٢ ص ٥٣١ الرقم ٢٠٦٩ واستدلوا بالحديث على صحة تحمل الصبي المميز للحديث فان النعمان كما قد عرفت كان عند وفاة النبي (ص) ابن ثمان سنين ، ونقل عن الواقدي أن النعمان لا يصح سماعه عن النبي. (ص) انظر بحث صحة تحمل الصبي للحديث في شرح بداية الدراية للشهيد الثاني ـ قدسسره ـ ط إيران ١٣٠٩ ص ١٠٣ ومقباس الهداية للمامقانى ص ١٦٠ وتوضيح الأفكار بتعليقات محمد محي الدين عبد الحميد ج ٢ من ص ٢٨٦ إلى ٢٩٤ وحاشية لقسط الدرر يشرح متن نخبة ـ