احتجّ أبو حنيفة على قوله بما رواه أبو زيد عن النبيّ صلىاللهعليهوآله أنّه قال لابن مسعود ليلة الجنّ : هل معك ماء يا ابن مسعود؟ فقال : لا إلّا نبيذ التمر في إداوة. فقال صلىاللهعليهوآله : تمرة طيّبة وماء طهور فأخذه وتوضّأ به (١).
والجواب من وجوه :
فأوّلا : أنّ أبا يوسف من أصحاب أبي حنيفة لم يصحّح هذا الحديث ، ولو كان صحيحا لما خفي عليه.
وثانيا : أنّ راويه هو أبو زيد مجهول (٢).
__________________
(١) الحديث أخرجه أبو داود ج ١ ص ٥٤ الرقم ٤٢ ط مطبعة السعادة ١٣٦٩ والترمذي ج ١ ص ١٤٧ الرقم ٨٨ ط ١٣٥٧ مطبعة مصطفى البابى الحلبي وابن ماجة ص ١٣٥ الرقم ٣٨٤ ط عيسى البابى الحلبي ١٣٧٢ عن أبي فزارة (العبسي) عن أبى زيد (مولى عمرو بن حريث) عن عبد الله بن مسعود مع اختلاف يسير في اللفظ ، وليس في لفظ واحد منها كلمة التمر كما في المتن وليس في أبي داود أيضا فتوضأ منه أو فأخذه فتوضأ به كما في المتن.
(٢) فقد قال الترمذي نفسه بعد نقله الحديث : وأبو زيد رجل مجهول عند أهل الحديث لا يعرف له رواية غير هذا الحديث ، وفي ميزان الاعتدال ج ٤ ص ٥٢٦ الرقم ١٠٢٠٩ أبو زيد مولى عمرو بن حريث لا يعرف عن ابن مسعود ، وعنه أبو فزارة لا يصح حديثه ذكره البخاري في الضعفاء ومتن حديثه : أن نبي الله توضأ بالنبيذ قال أبو أحمد الحاكم : رجل مجهول قلت ماله سوى حديث واحد ، وفي لسان الميزان ج ٦ ص ٧٩٥ الرقم ٥٤٩٧ أبو زيد المخزومي مولى عمرو بن حريث وقيل : أبو زائد عن ابن مسعود ـ رضى الله عنه ـ وعنه أبو فزارة مجهول وفي الجرح والتعديل القسم الثاني من الجزء الرابع ص ٣٧٣ الرقم ١٧٢١ عن أبى زرعة أنه يقول : أبو زيد على هذا مجهول لا يعرف ولا أعرف اسمه قلت وليس علة الحديث في أبي زيد فقط فإن أبا زرعة العبسي هذا هو راشد بن كيسان صرح أبو زرعة بعدم صحة حديثه انظر ص ٤٨٥ من القسم الثاني من المجلد الأول من الجرح والتعديل الرقم ٢١٩٢ وص ٣٥ ج ٢ الرقم ٢٧٠٧ من ميزان الاعتدال ، وفي شرح العناية بهامش فتح القدير ج ١ ص ٨٢ أن أبا فزارة كان نباذا روى هذا الحديث ليهون أمر النبيذ.
وللحديث طريق آخر في ابن ماجة بالرقم ٣٨٥ عن العباس بن الوليد الدمشقي عن ـ