اعتراضا على الله تعالى ، ويلزم منه ترك الواجب وعمل المحرم ، فيكون واجبا.
نعم ، يكون الصبر في بعض درجاته مستحبا ، فلا يكون الإيصاء به من الأمر بالمعروف الواجب ، غير أن المجموع من المستحب والواجب يكون مستحبا ، لأن النتيجة تتبع أخس المقدمات. فيكون التواصي أعم من الأمر بالمعروف ، وبينهما نسبة العموم ، والخصوص المطلق.
ولكن نقول : إن بينهما نسبة العموم والخصوص من وجه ، فمحل اجتماعهما هو أغلب الطاعات ، ولكن قد لا يكون التواصي أمرا بالمعروف ، كما لو كان أمرا بالمستحب أو أمرا مستحبا. كما يحصل عند عدم اجتماع شرائط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد لا يكون الأمر بالمعروف تواصيا ، لأن التواصي إنما هو فيما إذا أوصى بعضهم بعضا ، من باب التفاعل بين الطرفين. وأما إذا كان الأمر بالمعروف من طرف واحد ، فليس تواصيا : بل يصدق السلب من هذه الجهة. فيكون أمرا ولا يكون تواصيا ، فيكون هذا مورد الانفكاك من هذه الجهة.