النحو الثاني : يكون بتقدير اسم يكون خبرا لمبتدإ محذوف. كما لو قلنا : هذا الفعل متبرك ببسم الله الرحمن الرحيم. أو هو كذلك. أو كائن أو حاصل. ونحوها.
ويندرج في النحو الأول ما قيل من أن المتعلق : أقرأ أو أقول أو قل. باعتبار كون البسملة شروعا بالقول أو بالقراءة.
وما ذكروا في ردّه (١) : من أن مفعول القراءة أو القول يجب أن يكون هو الجملة بحالها من المعنى. لا يتم : لعدم المنافاة بين أن يكون مقول القول هو الجملة التامة. وبين أن يكون ظرف القراءة ككل أو جوّها العام هو اسم الله سبحانه ، والتوكل عليه.
كما يندرج في النحو الأول ، ما ذكروه من أن المتعلق : أستعين أو استعن ، باعتباره قصد الاستعانة والتوكل على الله سبحانه.
ولا يرد عليه ما ذكروه (٢) في رده من استحالة الاستعانة من الله سبحانه باعتباره أنه هو المتكلم في القرآن أصلا. فيكون كأنه هو المستعين بالله وهذا مستحيل. فإنه مستغن عن الاستعانة بأسمائه الكريمة.
وجواب ذلك : نقضا وحلا : أما النقض : فبكل ما ورد في القرآن الكريم بلسان غيره سبحانه ، من دون الإشارة ، إلى المتكلم. ومنه ما ورد في فاتحة الكتاب (٣) : (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ). فإنّه لو كان هو المتكلم لما جاز كل ذلك.
وأما الحل : فباعتبار ظهور التعليم للآخرين والتلقين لهم بأن يعملوا ذلك ، ليكون خيرا لهم في دنياهم وأخراهم. بما فيها موارد النقض التي ذكرناها. وكل القرآن الكريم منزل لهداية الناس وتعليمهم. ولعله من هنا
__________________
(١) البيان في تفسير القرآن ، للخوئي ص ٤٥٧.
(٢) المصدر والصفحة.
(٣) سورة الفاتحة : ٥ ـ ٦.