التاسعة عشرة والحادية والعشرون والثالثة والعشرون من شهر رمضان. غير أن الروايات الآتية صالحة لنفي الاحتمال الأول.
وقد سئل المعصوم عليهالسلام في عدة أحاديث عن ليلة القدر ، وأنها في أي الليلتين فلم يعيّن. بل قال (١) : ما أيسر ليلتين فيما تطلب. أو قال : ما عليك أن تفعل خيرا في ليلتين. ونحو ذلك.
سؤال : ما هو حساب شهر رمضان في الكون. ولما ذا هذا التركيز والأهمية له؟ علما أن الأرض ليس لها أهمية في هذا الكون.
وبتعبير آخر أوضح : إن شهر رمضان كامن في الأرض ، لأنه من نتائج حركتها السنوية حول الشمس. فإذا كان الإنزال الدفعي في السماء الأولى ، فهناك لا يوجد شهر رمضان ، لكي يكون نازلا فيه ولا توجد ليلة القدر. بل كلها أرضية. فما دخل السماء فيها؟
جوابه : من عدة وجوه :
الوجه الأول : إن الأرض وإن زعموا أنها في مكان مد حوض من المجرة التي نحن فيها وهي درب التبانة. فإن هذا وإن صح ماديا في علم الفلك. إلّا أنه ليس بصحيح معنويا.
وقد قال متشرعة الإسلام ومتشرعة الأديان السابقة ، بإزاء ذلك : إن الأرض هي مركز الكون. وتخيل بعض المتشرعة أن المراد هو المركز المادي ، فنفى ذلك لثبوت خلافه في علم الفلك. ولكن الواقع أن المراد به الجهة المعنوية والتركيز على الأهمية.
وذلك : لأنه في الأرض سكن الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم وسكنها خير الخلق والمعصومون عليهمالسلام. وكذلك هي محط نزول الملائكة والرسل والكتب ومحط ذكر الله وعبادة الله. فالأهمية الإلهية والروحية جعلت منها مركزا للكون.
__________________
(١) انظر مفاتيح الجنان ، ص ٢٢٦ وغيره.