جوابه : إن الضميرين في قوله : لا تطعه ... أحدهما : فاعل وهو مستتر يعود إلى المصلي الذي نهاه المشرك عن الصلاة. والثاني : مفعول به وهو الضمير الظاهر المتصل. يعود إلى «الذي» ينهى عبدا إذا صلّى.
هذا بالنسبة إلى الموضوع في الآية ، وأما محمولاته ، فهي على مراحل :
المرحلة الأولى : إننا يمكن أن نفهم معنى الجزئي من السياق كله. وهذا واضح. على معنى كون المصلي واحدا بعينه والناهي كذلك.
إلّا أن المهم أننا نستطيع أن نعمم الصلاة إلى كل طاعة ، والمصلي إلى كل مطيع ، والناهي إلى كل عاصي ، وإن كان الخطاب للنبي صلىاللهعليهوآله. إلّا أن القرآن نازل للمسلمين جميعا بل للبشر جميعا ، كما ذكرنا ذلك كثيرا.
المرحلة الثانية : إن السياق قد تحول من الغائب في قوله : عبدا إذا صلّى. إلى المخاطب في قوله : (كَلَّا لا تُطِعْهُ). وفيه إشعار واضح بأن المراد في الآيتين سياق واحد. وهو يناسب ما قلناه في المرحلة الأولى من أن المنهي يمكن أن يكون جزئيا أو كليا.
المرحلة الثالثة : أنه يتحصل من المرحلة الثانية أن الضمير في قوله : (لا تُطِعْهُ) راجع إلى ما هو بعيد جدا في السياق. فقد يقال : بعدم إمكان ذلك.
وجوابه : إن هذا الاستبعاد إنما يكون صحيحا إذا لم تقم قرينة على هذا الإرجاع. وأما مع قيامها عليه والدلالة عنه. فلا مانع منه ، حتى بعد ألف سطر!!. والدلالة هنا موجودة ، وهي وحدة السياق ، فإنه كله يدل على الخصام ما بين المصلي وبين الذي ينهاه عن الصلاة. فالأمر في السورة مستمر الحديث عنه. فلا بأس بإرجاع الضمير إليه.
إن قلت : إن الزبانية لا يدعون ، وإنما يلقي الفرد المشرك إليهم. بينما قوله : فليدع ناديه ، يختلف أمرهم عن الملائكة.
قلت : جوابه من أكثر من وجه :