بل يمكن إرجاع أحدهما إلى الآخر ، بأن نقول بنحو الأطروحة : إن لفظ الجلالة : الله هو تعريف للضمير ، بإدخال الألف واللام على الهاء مع أنه غني عن التعريف ولا يتعرف بمخلوقاته. بل بذاته ، وهنا يكون وجود الضمير ، بدون التعريف أولى.
سؤال : قال الرازي في هامش (العكبري) (١) : المشهور في كلام العرب إن الأحد يستعمل بعد النفي. والواحد يستعمل بعد الإثبات. يقال : في الدار واحد. وما في الدار أحد. وجاءني واحد ، وما جاءني أحد. ومنه قوله تعالى : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ). وقوله تعالى : (الْواحِدُ الْقَهَّارُ). (وَلا تُصَلِّ عَلى أَحَدٍ مِنْهُمْ). (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ). (لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ). (فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ) ، فكيف جاء «أحد» هنا في الإثبات»؟
جوابه :
أولا : ما قاله الرازي أيضا (٢) : قال ابن عباس رضي الله عنهما : لا فرق بين الواحد والأحد في المعنى. واختاره أبو عبيدة. ويؤيده قوله تعالى : (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ). وقولهم : أحد وعشرون وما أشبهه. وإذا كانا بمعنى واحد ، لا يختص أحدهما بمكان دون مكان. وإن غلب استعمال أحدهما في النفي والآخر في الإثبات.
ثانيا : ما أشار إليه الرازي أيضا بقوله (٣) : ويجوز أن يكون العدول عن الغالب ، رعاية لمقابلة الصمد ، أقول : يعني : لحفظ النسق في نهايات هذه الآيات.
ثالثا : ويعرض كأطروحة :
إن أحد ـ من الأسماء الحسنى ، والواحد ليس منها. وإنما هو صفة إعلامية فقط ، تتضمن الإخبار عن كونه تعالى واحدا لا شريك له. وحيث
__________________
(١) ج ٢ ص ١٦٠ ...
(٢) المصدر والصفحة.
(٣) المصدر والصفحة.