ولعله عليهالسلام بعث بها فأرهنها بمبلغ المهر كما في الخبر السابق. ولعلّ قوله صلىاللهعليهوآله : «زوّجتكها» ليس ايجاب العقد من دون مراجعة فاطمة ، بل وعدا به ، وأما مراجعته لابنته فاطمة فقد جاء في خبر آخر رواه الدولابي أيضا بسنده عن عطاء بن أبي رباح قال : لما خطب علي فاطمة أتاها رسول الله فقال لها : إن عليا قد ذكرك. فسكتت : فخرج فزوّجها (١).
وقد يستغرب السامع من خطبة أبي بكر لفاطمة ، ويلاحظ أن ذلك كان متزامنا مع بناء النبيّ صلىاللهعليهوآله بعائشة ابنة أبي بكر ، فلعل أبا بكر كان يرى ذلك مبرّرا لخطبته ابنة النبيّ لنفسه.
وإذ كان الزفاف بعد العقد بعشرة أشهر في أول ذي الحجة من السنة الثانية فنحن نؤجل القول فيه الى هناك (٢).
غزوة بواط :
وأقبلت قافلة تجارة لقريش فيها مائة رجل منهم ، وفيهم أميّة بن خلف ، ومعهم ألفان وخمسمائة بعير. فغزاهم رسول الله في ربيع الأول على رأس ثلاثة عشر شهرا ، يعترض للقافلة ، حتى بلغ بواط من المدينة على ثلاثة برد نحو ناحية
__________________
ومحييه ، ومسائله عن مساويه ، ونستعينه ونستهديه ، ونؤمن به ونستكفيه. ونشهد أن لا إله الّا الله وحده لا شريك له ، شهادة تبلغه وترضيه ، وأن محمدا عبده ورسوله صلاة تزلفه وتحظيه ، وترفعه وتصطفيه.
والنكاح ما أمر الله به ، ويرضيه ، واجتماعنا مما قدّره الله وأذن فيه ، وهذا رسول الله قد زوّجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم ، وقد رضيت».
(١) الذرية الطاهرة : ٩٥.
(٢) من الصفحة : ٢٢٥.