ولكنّ المفسّرين وأرباب علوم القرآن ذكروا فيما بين آل عمران والنساء سورتي الأحزاب والممتحنة (١) ، فلعلّ النساء نزلت بعد احد وحمراء الأسد بفاصل لا بتوالي.
هل جرح علي عليهالسلام؟!
روى ابن شهرآشوب في «المناقب» عن «الخصائص العلوية» : عن علي عليهالسلام قال : أصابني يوم احد ست عشرة ضربة سقطت إلى الأرض في أربع منهن ، فأتاني رجل حسن الوجه حسن اللمّة (الشعر) طيب الريح ، فأخذ بضبعي (عضدي) فأقامني ثمّ قال : أقبل عليهم فإنّك في طاعة الله وطاعة رسول الله وهما عنك راضيان!
قال علي عليهالسلام : فأتيت النبيّ فأخبرته فقال : يا عليّ ، أقرّ الله عينك ، ذاك جبرئيل. ونقل عن ابن الفياض (القاضي النعمان) في «شرح الأخبار» بسنده عن سعيد بن المسيب ، مختصر الخبر (٢) ، وليس في «شرح الأخبار» المطبوع.
وروى الطبرسي في «مجمع البيان» عن أبان البجلي الكوفي عن الباقر عليهالسلام قال : أصاب عليا عليهالسلام يوم احد ستون جراحة ، فأمر النبيّ أمّ سليم وأمّ عطية أن تداوياه ، فقالتا : إنّا لا نعالج منه مكانا إلّا انفتق مكان آخر وقد خفنا عليه. فدخل عليه رسول الله والمسلمون يعودونه وهو قرحة واحدة ، فجعل يمسحه بيده ويقول : إنّ رجلا لقي هذا في الله فقد أبلى وأعذر! وكان الجرح الذي يمسحه رسول الله بيده يلتئم ، فقال علي عليهالسلام : الحمد لله إذ لم أفرّ ولم أولّ الدبر. فشكر الله له ذلك في موضعين من القرآن وهما : قوله (وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ) من الرزق في
__________________
(١) التمهيد ١ : ١٠٦ ثمّ لا ريب أن الاحزاب لم تنزل مرّة واحدة بل في طول سنين ، وكذلك الممتحنة ، كما يأتي.
(٢) مناقب آل أبي طالب ١ : ٢٤٠.