الدور حول المسجد :
بنيت حول المسجد دور ، اتخذ منها عبد الرحمن بن عوف دورا متعددة :
منهنّ الدار التي كان يقال لها «الدار الكبرى» ، وانما سميت الدار الكبرى لأنها أول دار بناها أحد من المهاجرين بالمدينة ، وقد بنى فيها النبيّ صلىاللهعليهوآله بيده ، وكان عبد الرحمن ينزل فيها ضيفان رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فكانت تسمّى «دار الضيفان» وكانت على عهد النميري البصري (ت ٢٦٢ ه) بيد بعض ولد عبد الرحمن بن عوف.
ومنهن «دار القضاء» وانما سميت بذلك لأن عبد الرحمن بن عوف اعتزل فيها ليالي الشورى حتى قضي الأمر. باعها بنو عبد الرحمن من معاوية بن ابي سفيان ، وكان فيها الدواوين وبيت المال فهدمها ابو العباس السفاح العباسي فصيرها رحبة للمسجد ، فهي اليوم كذلك (على عهد النميري البصري).
ومنهن دار وهبها عبد الرحمن بن عوف فيما بعد لعبد الله بن مكمّل بن عوف (ابن اخيه) وباعها آل مكمل من المهدي العباسي فكانت بأيدي بعض ولده (ثم ادخلت في المسجد) ومنهن دار أنزلها ابن عوف فيما بعد مليكة بنت سنان المرية ، قدمت المدينة في خلافة أبي بكر فقال : من ينزل هذه المرأة فأنزلها عبد الرحمن داره ، فسميت دار مليكة. ثم باعها سهيل بن عبد الرحمن بن عوف من عبد الله ابن جعفر رضى الله عنه فباعها عبد الله من معاوية بن أبي سفيان ، فلما ولي المهدي العباسي أدخلها في المسجد.
وكنّ هذه الدور ثلاث يدعين «القرائن» وهي ثلاث جنابذ (أي قبب)