بساحتنا هذه اصحابنا من بعده! فارجع الى صاحبك وارحل من عندي ، ولا تسمع منك القبط حرفا واحدا (١).
جواب المقوقس وهداياه :
ثم دعى كاتبه بالعربية فكتب الى النبيّ صلىاللهعليهوآله :
«بسم الله الرحمنِ الرحيم ، لمحمد بن عبد الله ، من المقوقس عظيم القبط. سلام عليك. أمّا بعد ، فقد قرأت كتابك وفهمت ما ذكرت فيه وما تدعو إليه ، وقد علمت أنّ نبيّا قد بقى وقد كنت أظن أنه يخرج بالشام ، وقد أكرمت رسولك ، وبعثت إليك بجاريتين لهما مكان في القبط عظيم ، وبثياب ، وأهديت إليك بغلة لتركبها والسّلام عليك» (٢).
احدى الجاريتين هي مارية القبطية أمّ ابراهيم (٣) وكان لها اخت معها يقال لها : سيرين (٤).
__________________
(١) سيرة زيني دحلان ٣ : ٧٢ ـ ٧٣ والحلبية ٣ : ٢٨١.
(٢) سيرة زيني دحلان ٣ : ٧١ والحلبية ٣ : ٢٨١ ونقل نبذا منه في الطبقات ١ : ٢٦٠.
(٣) كما في قرب الاسناد : ٧ بسنده عن الصادق عن ابيه الباقر عليهماالسلام قال : أهداها إليه صاحب الاسكندرية ، مع البغلة الشهباء وأشياء معها. وعليه فلا يصح في تفسير القمي : ١٧٩ عن النجاشي : بعث الى النبيّ بمارية القبطية أمّ ابراهيم. والظاهر عنه في اعلام الورى ١ : ١١٩ مع انه ذكر في مولياته صلىاللهعليهوآله : أن المقوقس صاحب الاسكندرية أهدى إليه جاريتين : احداهما ـ مارية القبطية : ١٤٧ وفي تفسيره ١٠ : ٤٧١ ، ٤٧٢ روى ذلك عن الشعبي ومسروق عن قتادة ، والظاهر أنه عن ابن عباس. ومثلهما (القمي والطبرسي) الراوندي في قصص الأنبياء : ٣٢٤.
(٤) مناقب الحلبي ١ : ١٦١ نقلا عن مبسوط الشيخ الطوسي وفي مختصر الدول : ٩٦ : شيرين وهي كلمة فارسية بمعنى الحلو.