عليها ونجّاك بها ثمّ تنحرينها؟! إنّه لا نذر في معصية الله ولا فيما لا تملكين ، وإنّما هي ناقة من إبلي. فارجعي إلى أهلك على بركة الله (١).
وروى الواقدي بسنده : أنّ رجلا يدعى عيينة عثر في بعض أطراف المدينة على ناقة من نوق النبيّ فجاء بها إليه وقال له : يا رسول الله أهديت لك هذه اللّقحة! فتبسّم النبيّ وقبضها منه ثمّ أمر له بثلاث أواق من فضّة ، ومع ذلك عرف في وجهه عدم الرضا ، فلمّا صلّى الظهر صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : إنّ الرجل ليهدي لي الناقة من إبلي أعرفها كما أعرف بعض أهلي ثمّ أثيبه عليها فيظلّ يتسخّط عليّ ، ولقد هممت أن لا أقبل هديّة إلّا من قرشيّ أو أنصاري.
وكان أبو هريرة يروي الخبر فيزيد فيه : أو ثقفي أو دوسي! (٢)
حرب بني محارب :
روى الواقدي : أجدبت بلاد بني ثعلبة وأنمار ومحارب فصاروا إلى تغلمين من أراضي المراض ، ثمّ أجمعوا أن يغيروا على سرح المدينة ببطن هيقا ، وبلغ ذلك رسول الله فبعث أبا عبيدة بن الجرّاح في أربعين رجلا من المسلمين بعد صلاة المغرب في ربيع الآخر سنة ستّ ، فباتوا يمشون ليلتهم حتّى وافوا ذي القصّة (٣) مع الصبح فأغاروا عليهم فأخذوا رجلا منهم وهرب الباقون في الجبال ، فاستاقوا النعم وغنموا المتاع فقدموا به المدينة ، وأسلم الرجل فتركه رسول الله ، وخمّس رسول الله
__________________
(١) ابن هشام ٣ : ٢٩٧ و ٢٩٨ ومغازي الواقدي ٢ : ٥٤٨ وفيه : امرأة أبي ذر ، مع ذكره لآخر الخبر : ارجعي إلى أهلك. وهذا إنّما يناسب امرأة ذرّ بن أبي ذرّ المقتول هنا ، ولو كانت امرأة أبي ذر لناسب أن يقول لها : الحقي بزوجك. وقد مرّ في خبر الكليني أنّ امرأة أبي ذر اخذت.
(٢) المغازي ٢ : ٥٤٨ و ٥٤٩ وهذه من زيادات أبي هريرة.
(٣) نحو عشرين ميلا من المدينة على طريق الربذة إلى العراق ـ التنبيه والإشراف : ٢١٩.