ونظر رسول الله إلى رجل من المهاجرين وقد ألقى ترسه خلف ظهره وهو ينهزم ، فناداه : يا صاحب الترس ألق ترسك ومرّ إلى النار! فرمى بترسه ، فقال رسول الله : يا نسيبة خذي الترس. فأخذت الترس. وكانت تقاتل المشركين ، فقال رسول الله : لمقام نسيبة أفضل من مقام فلان وفلان وفلان!
وحمل ابن قميئة على رسول الله فقال : أروني محمّدا ، لا نجوت إن نجا محمّد! فضربه على حبل عاتقه ونادى : قتلت محمّدا واللات والعزّى!
وروي أنّ مغيرة بن العاص كان رجلا أعسر ، فحمل في طريقه إلى احد ثلاثة أحجار وقال : بهذه الأحجار أقتل محمّدا! فلمّا حضر القتال نظر إلى رسول الله وبيده السيف ، فرماه بحجر فأصاب به يد رسول الله فسقط السيف من يده ، ثمّ رماه بحجر آخر فأصاب جبهته فقال : قتلته واللات والعزّى! وقال رسول الله : اللهم حيّره (١).
مقام علي عليهالسلام :
وروى الكليني في «روضة الكافي» بسنده عن أبان بن عثمان بن الأحمر البجلي الكوفي ، عن نعمان الرازي ، عن الصادق عليهالسلام قال : انهزم الناس عن رسول الله فغضب غضبا شديدا .. ونظر فإذا عليّ إلى جنبه فقال له : ما لك لم تلحق (بهم)؟ فقال عليّ عليهالسلام : يا رسول الله ، أكفرا بعد إسلام؟! إنّ لي بك اسوة. فقال : أمّا إذا لا (أي لا تنصرف) فاكفني هؤلاء. فحمل علي عليهالسلام فضرب أوّل من لقي منهم.
__________________
(١) تفسير القمّي ١ : ١١٥ ـ ١١٩ ، وتمامه : فلمّا انكشف الناس تحيّر فلحقه عمّار بن ياسر فقتله. وسلّط الله على ابن قميئة الشجر فكان يمرّ بالشجرة فتأخذ من لحمه! وظلّ كذلك حتى مات.