قصاص الحارث بالمجذّر :
قال ابن هشام : كان المجذّر بن ذياد قتل سويد بن الصامت في بعض الحروب التي كانت بين الأوس والخزرج ، فلمّا كان يوم احد طلب الحارث بن سويد غرة المجذّر بن ذياد ليقتله بأبيه فقتله (١).
قال : فبينا رسول الله في نفر من أصحابه إذ خرج الحارث بن سويد من بعض حوائط المدينة ، فأمر رسول الله عثمان بن عفّان ـ أو بعض الأنصار ـ فضرب عنقه (٢).
__________________
ـ عديّ وردّ الرسول فيه عليه ، فيجبر بهذا كسره بذلك ، ولعلّه يدرك كذلك فضل ما وسم به الرسول عمل ابن عدي. بل وفي هذا أيضا ردّت عليه الآيات إذ قالت : (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) ، وإذا كان المشيرون والمشاورون هؤلاء فليس لهم العزم بل (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللهِ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) ، آل عمران : ١٥٩ ، وقال الواقدي : أمره أن يشاورهم في الحرب وحده ، وكان لا يشاور أحدا إلّا في الحرب ـ مغازي الواقدي ١ : ٣٢٤.
(١) ابن هشام ٢ : ٦٧.
(٢) ابن هشام ٣ : ٩٥. ونقل الواقدي تفصيل قصّة قتل المجذّر بن ذياد لسويد بن الصامت قال : جاء حضير الكتائب إلى أبي لبابة بن عبد المنذر وخوّات بن جبير وسويد بن الصامت فقال لهم : تزوروني فأنحر لكم وأسقيكم وتقيمون أيّاما. فقالوا : نأتيك يوم كذا وكذا.
فلمّا كان ذلك اليوم جاءوه فنحر لهم جزورا فأقاموا عنده ثلاثة أيّام حتى تغيّر اللحم فقالوا : نرجع إلى أهلنا. وكان سويد شيخا كبيرا وكان حضير قد سقاهم خمرا فخرج أبو