سرية القردة (١) :
قال الواقدي : خرج فيها زيد بن حارثة الكلبي مولى رسول الله أميرا ، لهلال جمادى الآخرة. ثم حدّث بحديثها عن محمد بن الحسن بن اسامة بن زيد عن أبيه عن جده قال :
قدم من مكة الى المدينة نعيم بن مسعود الأشجعي وهو على دين قومه ، فنزل على كنانة بن أبي الحقيق من بني النضير .. وكان سليط بن النعمان بن أسلم يذهب إليه ، فشربوا عنده ـ ويومئذ لم تحرّم الخمر ـ فذكر نعيم خروج صفوان بن أميّة الجمحي بعير قريش وما معه من الأموال : ثلاثمائة مثقال ذهب وقطع مذابة من الفضة وآنية فضة بوزن ثلاثين الف درهم وبضائع اخرى ، في رجال من قريش منهم حويطب بن عبد العزّى وعبد الله بن أبي ربيعة ، وأنهم خرجوا على ذات عرق (٢).
فخرج سليط بن النعمان بن أسلم من ساعته الى النبيّ فأخبره خبره.
فأرسل رسول الله زيد بن حارثة في مائة راكب ، فاعترضوا لها ، فاصابوا العير وأفلت أعيان القوم وأسروا رجلا هو فرات بن حيّان العجلي ،
__________________
في ابن هشام ٣ : ٥٠ وأن الواقدي بعد بحران يذكر سرّية القردة في أول هلال جمادى الآخرة ، وعنهما في الكامل ٢ : ٩٩ وعنه في بحار الأنوار ٢٠ : ٩.
(١) القردة : طريق نجد الى العراق الى ناحية ذات عرق بعد الربذة وقبل الغمرة كما في الطبقات ٢ : ٢٤.
(٢) ذات عرق : من منازل الطريق الى العراق وهو الحدّ بين نجد وتهامة كما في معجم البلدان ٦ : ١٥٤.