صباح النكاح :
ومن سنّته صلىاللهعليهوآله صباح النكاح : ما أخرجه ابن سعد في «الطبقات» بسنده عن (أسماء بنت عميس) قالت : كنت في زفاف فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلما أصبحنا جاء النبيّ الى الباب فقال : يا أم أيمن ، ادعي لي أخي! قالت : هو اخوك وتنكحه ابنتك؟ قال : نعم ، يا أم أيمن. وسمعن النساء صوت النبيّ فتخبّأن ، واختبأت في ناحية.
فجاء علي ، فنضح النبيّ عليه من الماء ودعا له. ثم قال : ادعي لي فاطمة. فجاءته تمشي على استحياء وخجل ، فقال لها رسول الله : اسكني (اي اطمئني) فقد أنكحتك أحبّ أهل بيتي إليّ. ثم نضح النبيّ عليها من الماء ودعا لها ، ثم رجع.
فرآني بين يديه فقال : من هذا؟ قلت : أنا. قال : أسماء؟ قلت : نعم. قال : جئت تكرمين فاطمة بنت رسول الله في زفافها؟ قلت : نعم. فدعا لي (١).
وحدّث سبط ابن الجوزي في «تذكرة الامة» عنه عن الخطيب القزويني صاحب «المناقب» وبسنده عن عبد الرزاق عن معمر بن راشد ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد عن ابن عباس قال : لما زوّج رسول الله فاطمة من علي عليهمالسلام
__________________
(١) الطبقات ٨ : ٢٤ وابن حنبل في الفضائل في موضعين برقمي : ٩٥٨ و ١٣٤٢ والدولابي في الذرية الطاهرة : ٩٦ ، ٩٧ وعنه في كشف الغمة ١ : ٣٦٦ وعنه في بحار الأنوار ٤٣ : ١٣٧ والبحراني في العوالم ١١ : ١٦٨. ويبدو لي أن هذا النص هو الاصل فيما مرّ عن الخوارزمي في المناقب والكنجي الشافعي في كفاية الطالب عن ابن عباس ، وفيه أن الوليمة كانت من النبيّ خلافا للسنة ، وفيه تجاهل للفاصل الزمني الطويل : عشرة أشهر بين عقد الزواج والزفاف ، بل تجاهل للعقد أصلا وبلا ائتمار من الزهراء عليهاالسلام ، ومستبعدات أخر أيضا ، فراجع.