ابو عامر الى مكة :
مرّ في أخبار مواجهة كفّار المدينة للرسول صلىاللهعليهوآله : رواية ابن اسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة : أنه كان يشارك عبد الله بن ابي بن سلول العوفي الخزرجي في شرفه في قومه : ابو عامر عبد عمرو بن صيفي الأوسي ، فانه كان في الأوس شريفا مطاعا ، وكان قد ترهّب في الجاهلية ولبس المسوح فكان يقال له : الراهب.
وروى عن جعفر بن عبد الله : أنه حين قدم رسول الله المدينة واجتمع قوم أبي عامر على الاسلام فارق قومه وأتى رسول الله وجادله في الحنيفية دين ابراهيم عليهالسلام ، واتّهم رسول الله بأنه قد أدخل في الحنيفية ما ليس منها! فقال صلىاللهعليهوآله : ما فعلت بل جئت بها بيضاء نقيّة. فقال ابو عامر : أمات الله الكاذب (منّا) طريدا غريبا وحيدا ، وهو يعرّض بذلك برسول الله. فقال النبيّ : أجل ، فمن كذب فعل الله تعالى به ذلك.
فحين اجتمع قومه على الاسلام أبى ابو عامر الا الفراق لقومه فخرج ببضعة عشر رجلا منهم مفارقا الاسلام ورسوله الى مكة ، منهم علقمة بن علامة الكلابي وكنانة بن عبد ياليل الثقفي (١).
وقال الواقدي : دعا قومه فقال لهم : إنّ محمدا ظاهر (منتصر) فاخرجوا بنا الى قوم نؤازرهم (عليه) فخرج الى قريش يحرّضها ويعلمها أنها على الحق وما جاء به محمد باطل! (٢)
__________________
(١) ابن هشام ٢ : ٢٣٤ ، ٢٣٥.
(٢) مغازي الواقدي ١ : ٢٠٥ ، ٢٠٦ وتمام كلامه : فسارت قريش الى بدر ولم يسر معها.