واكرم الرسول بخمسة أثواب ومائة دينار ، وبعث معه جيشا أوصلوه الى جزيرة العرب حتى وجدوا قافلة من الشام تريد المدينة ، فرافقها وردّ الجيش (١).
والى الحارث الغسّاني في الشام :
نقلنا عن الواقدي : أنّ رسول الله بعث في ذي الحجة سنة ست ، ثلاثة رسل مرّة واحدة مصطحبين في خروجهم (٢) ، وذكرنا واحدا منهم هو حاطب الى المقوقس في الاسكندرية عاملا للروم ، وننتقل الآن الى ذكر آخر منهم : شجاع بن وهب الأسدي القرشي الى الحارث بن أبي شمر الغسّاني من غساسنة الشام عاملا للروم أيضا (٣).
ورووا تفصيل الخبر عن ابن وهب نفسه قال : أتيت إليه ، وهو بغوطة دمشق (٤) مشغول بتهيئة مستلزمات النزول لقيصر (وكان قادما الى دمشق لينزل الى ايليا القدس).
وكان حاجبه روميّا يدعى (مري) فقال لي : لا تصل إليه حتى يخرج يوم
__________________
(١) انظر المصادر في مكاتيب الرسول ١ : ١٠١.
(٢) الطبري ٢ : ٦٤٤ وعنه الكازروني في المنتقى ، وعنه المجلسي في بحار الأنوار ٢٠ : ٣٨٢.
(٣) قال في مروج الذهب ٢ : ٨٤ كان ملكه حين بعث النبي صلىاللهعليهوآله. وقلنا انه ملك بالتأريخ الميلادي ما بين ٥٢٨ ـ ٥٦٩ أنعم عليه الامبراطور يوسطينيانوس بالاكليل ومنحه لقب البطريرك والفلارك ، أي : شيخ القبائل. وهو العاشر من ملوك الغساسنة كما في مروج الذهب ٢ : ٨٦ وترجمة يوسطينيانوس انظر مختصر الدول : ٨٨ وبعده طيباريوس ثم موريقا ثم فوقا ثم هرقل معاصر الاسلام.
(٤) غوطة دمشق هي الكورة التي منها دمشق ، يحيطها جبال عالية ، استدارتها ثمانية عشر ميلا ـ معجم البلدان.