مشاورة الأصحاب للأحزاب :
قال القمي : وبلغ ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فاستشار أصحابه ، وكانوا سبعمائة رجل.
فقال سلمان الفارسي (١) : يا رسول الله ، إن القليل لا يقاوم الكثير في المطاولة (أي المجادلة).
فقال له رسول الله : فما نصنع؟
قال سلمان : نحفر خندقا يكون بيننا وبينهم حجابا ، فيمكنك منعهم في المطاولة ، ولا يمكنهم أن يأتونا من كلّ وجه. فإنّا كنّا ـ معاشر العجم في بلاد فارس ـ إذا دهمنا دهم من عدوّنا نحفر الخندق ، فيكون الحرب من مواضع معروفة.
__________________
(١) اختصر الخبر الطبرسي في مجمع البيان ٨ : ٥٣٣ وقال : كان الخندق أوّل مشهد شهده سلمان مع النبيّ وهو حرّ. وفي الدرجات الرفيعة : ٢٠٥ عن شواهد النبوّة قال : كان سلمان في الرقّ ففاته بدر واحد حتى عتق في السنة الخامسة من الهجرة. وفي كمال الدين : ١٦٥ بسنده عن الكاظم عليه السلام : أنّ النبي صلّى الله عليه وآله مع جمع من خواصّه قدم يوماً على سلمان في حائط مولاته من بني سُليم ، فلمّا رأى سلمان في كتف النبيّ خاتم النبوّة وأسلم قال له : يا روزبه ادخل إلى هذه المرأة وقل لها : يقول لك محمّد بن عبدالله : تبيعينا هذا الرجل؟ فقالت : قل له : لا أبيعك إلّا بأربعمئة نخلة! وفي السيرة : على ثلاثمئة نخلة اُحييها له بالفقير (أي الحفر والغرس) فلمّا اجتمعت لي ثلاثمئة وديّة (نخلة صغيرة) قال لي رسول الله : اذهب يا سلمان ففقّر لها (= احفر لها) فاذا فرغت فأنا أضعها بيدي! فوضعها بيده فاُحييت ـ ابن اسحاق في السيرة ١ : ٢٣٦ وبُني على الموضع مسجد سمّي بمسجد الفقير وهو غرفة من الحجر مهملة ومسوّرة بسور حديدي أخيراً ، على يمين الطريق الموصل بين قربان والعوالي على أقلّ من كيلومترين من مسجد قُباء ، وعلي يمين محطّة نفط للبنزين للقادم من قُباء ، وعلى يمين محطّة نفط للبنزين للقادم من قُباء ، وعلى كيلومتر واحد من الاشارة الضوئية ـ كما ذكره عبدالرحمان خويلد في كتابه : المساجد والاماكن الأثرية المجهولة ، وعنه في مجلّة ميقات الحجّ ٧ : ٢٧١.