فنزل جبرئيل على رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : اشار سلمان بصواب (١).
وقال المفيد في «الإرشاد» : فلمّا سمع رسول الله باجتماع الأحزاب عليه وقوّة عزيمتهم في حربه استشار أصحابه. فأجمع رأيهم على المقام بالمدينة وحرب القوم على أنقابها. وأشار سلمان عليه بالخندق فأمر بحفره وعمل فيه بنفسه ، وعمل فيه المسلمون (٢).
وقال الواقدي : فحين أخبروه بفصول قريش ندب رسول الله الناس وأخبرهم الخبر وأمرهم بالجدّ والجهاد ووعدهم النصر إن هم صبروا واتّقوا وأمرهم بطاعة الله ورسوله. وكان رسول الله يكثر مشاورتهم في الحروب ، فشاورهم فقال : أنبرز لهم من المدينة؟ أم نكون فيها ونخندقها (كذا) علينا؟ أم نكون قريبا ونجعل ظهورنا إلى هذا الجبل؟ فاختلفوا : فقالت طائفة : نكون ممّا يلي بعاث إلى ثنيّة الوداع إلى الجرف (٣).
فقال سلمان : يا رسول الله ، إنّا إذ كنّا بأرض فارس وتخوّفنا الخيل خندقنا علينا ، فهل لك ـ يا رسول الله ـ أن نخندق؟
فأعجب رأي سلمان المسلمين.
فركب رسول الله فرسا له ومعه نفر من أصحابه من المهاجرين والأنصار
__________________
(١) تفسير القمي ٢ : ١٧٧.
(٢) الإرشاد ١ : ٩٥. وأشار إلى مشورة سلمان في إعلام الورى ١ : ١٩١ ، ومناقب آل أبي ـ طالب ١ : ١٩٧. وابن هشام ٣ : ٢٣٥. واليعقوبي ٢ : ٥٠ والمسعودي في التنبيه والاشراف : ٢١٦.
(٣) وسيأتي في خبر خبير البحث في ثنية الوداع هل كانت قبل السابعة أو لا؟ واثبتوا للمدينة ثنتين شمالية على طريق الشام وهي التي عُرفت بهذا الاسم في خروجهم إلى خيبر ، والاخرى جنوبية ما زالت قبل مسجد قُباء بكيلومتر واحد على يمين طريق قُباء الطالع إلى قُباء وما زال عليها قلعة من العهد التُركي. کما فی کتاب : المساجد والاماكن الاثرية المجهولة في المدينة لعبدالرحمن خويلد الحجازي ، وعنه في مجلة ميقات الحج ٦ : ٢٦٨.