الله فتح عليّ بها الشام والمغرب ، وأمّا الثالثة فإنّ الله فتح عليّ بها المشرق. فاستبشر المسلمون بذلك وقالوا : الحمد لله موعد صادق (١).
من دلائل النبوّة :
روى القمي في تفسيره عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لمّا رأيت الحجر على بطن رسول الله علمت أنّه مقوي (أي جائع) فقلت : يا رسول الله ، هل لك في الغذاء؟ قال : ما عندك يا جابر؟ قلت عناق (٢) وصاع (٣) من شعير. فقال : تقدّم وأصلح ما عندك.
قال : فجئت إلى أهلي فأمرتها فطحنت الشعير ، وذبحت العنز وسلختها ، وأمرتها أن تخبز وتطبخ وتشوي ، فلمّا فرغت من ذلك جئت إلى رسول الله فقلت : بأبي أنت وامّي يا رسول الله قد فرغنا ، فاحضر مع من أحببت.
فقام إلى شفير الخندق ثمّ قال :
معاشر المهاجرين والأنصار ، أجيبوا جابرا.
ثمّ لم يمر بأحد من المهاجرين والأنصار إلّا قال : أجيبوا جابرا ، وكان في الخندق سبعمائة رجل ، فخرجوا كلّهم!
فتقدّمت وقلت لأهلي : والله لقد أتاك محمّد رسول الله بما لا قبل لك به!
فقالت : اعلمته أنت بما عندنا؟ قلت : نعم. قالت : فهو أعلم بما أتى به.
__________________
(١) مجمع البيان ٢ : ٧٢٧ و ٨ : ٥٣٤ ونقل خبر جابر الأنصاري عن دلائل النبوّة للبيهقي ، وروى خبر سلمان ابن إسحاق في السيرة ٣ : ٢٣٠. والواقدي ٢ : ٤٥٠ ولكنّه نسب الضربة الاولى إلى عمر بن الخطّاب ، رواية عن عمر بن الحكم!
(٢) انثى ولد المعز قبل الحول.
(٣) يساوي : ٧ / ٣ كيلو غرام.