في طريق العودة :
قالوا : أقام رسول الله بالحديبية بضعة عشر يوما (١) ثم انصرف راجعا نحو المدينة ، فعاد الى التنعيم (٢) فجاء اصحابه الذين أنكروا عليه الصلح واعتذروا إليه واظهروا الندامة على ما كان منهم ، وسألوا رسول الله أن يستغفر لهم ... فنزل (إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً)(٣).
وروى الطبرسي في «مجمع البيان» عن مجمع بن جارية (٤) الأنصاري ـ وكان من القرّاء ـ قال : شهدنا الحديبية مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يهذون الأباعر (٥) فقال بعض الناس لبعض : ما بال الناس؟ قالوا : اوحي الى رسول الله. فخرجنا إليه فوجدناه على راحلته واقفا عند كراع الغميم (٦) فلما اجتمع إليه الناس قرأ :
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ* إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً ...).
فقال عمر : أفتح هو يا رسول الله؟!
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٦١٦ والخرائج والجرائح ١ : ١٢٣ ، ١٢٤ برقم ٢٠٤.
(٢) كان أول منزل للخارج من مكة وهو اليوم مدخل مكة من جهة المدينة وجدّة. وتفسير القمي هنا : ونزل تحت الشجرة. وكأنه يشير الى أن بيعة الرضوان كانت بعد عقد الصلح! وهو غريب ، ولذلك أهملناه.
(٣) تفسير القمي ٢ : ٣١٤. ونزول السورة في التبيان ٩ : ٣١٣ ومجمع البيان ٩ : ١٦٦ ، وإعلام الورى ١ : ٢٠٥. وقصص الأنبياء : ٣٧٤. والمناقب ١ : ٢٠٤.
(٤) في المجمع : حارثة ، عن الواقدي. في المغازي ٢ : ١١٧ : جارية ، ورجحناه ضبطا.
(٥) الهذي : سوق الابل سريعا.
(٦) على مرحلتين من مكة.