توبة أبي لبابة :
قال القمي في تفسيره : كان أبو لبابة بن عبد المنذر يصوم النهار ، وإنّما يأكل بالليل ما يمسك به رمقه ممّا كانت تأتيه به ابنته ، وتحلّه عند قضاء الحاجة.
وذات ليلة كان رسول الله في بيت أمّ سلمة إذ نزلت توبته ، فقال رسول الله لام سلمة : يا أمّ سلمة ، قد تاب الله على أبي لبابة.
فقالت أمّ سلمة : أفأؤذنه بذلك؟ فأذن لها ، فأخرجت رأسها من الحجرة فقالت :
يا أبا لبابة ، أبشر! لقد تاب الله عليك. فقال : الحمد لله. ووثبوا ليحلّوه فقال :
لا والله ، حتّى يحلّني رسول الله! فجاءه رسول الله فقال :
يا أبا لبابة ، قد تاب الله عليك توبة لو ولدت من امّك يومك هذا لكفاك!
فقال : يا رسول الله ، أفأتصدّق بمالي كلّه؟ قال : لا ، قال : فبثلثيه؟ قال : لا. قال : فبثلثه؟ قال : نعم. فأنزل الله تعالى :
(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ* خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ* أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)(١).
__________________
(١) التوبة : ١٠٢ ـ ١٠٤. والخبر في تفسير القمي ١ : ٣٠٣ ، ٣٠٤. وفي الآية ٢٧ من سورة الأنفال قال : نزلت هذه الآية مع الآية في سورة التوبة التي نزلت في أبي لبابة في غزوة بني