فقال رجل من المنافقين : كيف يزعم أنّه يعلم الغيب ولا يعلم مكان ناقته؟! الا يخبره الذي يأتيه بالوحي؟!
فأتاه جبرئيل فأخبره بقول المنافق وبمكان الناقة ، وأخبر رسول الله بذلك أصحابه قال : ما أزعم أني أعلم الغيب ، وما اعلمه ، ولكن الله أخبرني بقول المنافق وبمكان ناقتي هي في الشعب. فاذا هي كما قال ، فجاؤوا بها. وآمن ذلك المنافق (؟).
قال زيد بن أرقم : فلما وافى المدينة جلست في البيت لما بي من الهمّ والحياء! فنزلت سورة المنافقين في تصديقي وتكذيب عبد الله بن ابيّ. فأخذ رسول الله باذني وقال : يا غلام صدق فوك ووعت أذناك ووعى قلبك ، وقد أنزل الله فيما قلت قرآنا.
فلما نزلت هذه الآيات وبان كذب عبد الله قيل له : نزلت فيك أي شداد! فاذهب الى رسول الله يستغفر لك. فلوى رأسه ثم قال : أمرتموني أن أؤمن فقد آمنت! وامرتموني ان اعطي زكاة مالي فقد اعطيت ، فما بقى الا ان اسجد لمحمد! (١).
ولم يلبث الا أياما قلائل حتى اشتكى ومات (٢).
ما تبقى من آيات الأحزاب :
مرّ في ما نزل من القرآن في أعقاب حرب الأحزاب وبني قريظة ، وزواج
__________________
(١) تمام الخبر : فنزل : (وَإِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا ...) وهي الآية الخامسة ، وبعدها في الثامنة : (يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنا ...) وهذا يعني أن السورة نزلت أولا اربع آيات ، ثم نزلت الى آخرها ، مما يبعد صحة الخبر هكذا.
(٢) مجمع البيان ٩ : ٤٤٣ ، ٤٤٤. وموته في الخامسة في تأريخ الخميس ١ : ٤٧٣ وبعد المصطلق في الدر المنثور ٦ : ٢٢٦.