هذه الشهادة يا أبا جابر. وكان عبد الله رجلا أحمر أصلع غير طويل (١).
وكان له سبع بنات فقال لابنه جابر : إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن ، ولست بالذي اوثرك بالجهاد مع رسول الله على نفسي ، فتخلّف على أخواتك. فتخلّف جابر عليهن (٢) وحضر أبوه القتال ، فكان أول من قتل قبل الهزيمة فصلى عليه رسول الله (٣).
أداء حقّ السيف :
قال ابن اسحاق : ومدّ رسول الله سيفا وقال : من يأخذ هذا السيف بحقه؟ فقام إليه رجال ـ منهم الزبير بن العوام ـ (٤) فأمسكه عنهم حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة من بني ساعدة ، فقال : وما حقه يا رسول الله؟ قال : أن تضرب به العدو حتى ينحني! قال : انا آخذه يا رسول الله بحقه! فأعطاه اياه. فلما أخذ السيف من يد رسول الله أخرج عصابة له حمراء فعصب بها رأسه ، ثم أخذ يمشي متبخترا! (٥).
فروى الكليني في «فروع الكافي» بسنده عن الصادق عليهالسلام قال : إن أبا دجانة الأنصاري اعتم يوم احد بعمامة ، وأرخى عذبة العمامة بين كتفيه ،
__________________
(١) مغازي الواقدي ١ : ٢٦٦ ، ٢٦٧.
(٢) ابن هشام ٣ : ١٠٧.
(٣) مغازي الواقدي ١ : ٢٦٦.
(٤) ابن هشام ٣ : ٧٢ ، ٧٣. وقال الواقدي : قالوا : وما حقه؟ قال : يضرب به العدو! فقال عمر : أنا ، فأعرض عنه رسول الله ، ثم عرضه بذلك الشرط فقام الزبير فقال : أنا ، فأعرض عنه حتى وجد عمر والزبير في أنفسهما ، ثم عرضه الثالثة فقال أبو دجانة : أنا يا رسول الله آخذه بحقه! فدفعه إليه ١ : ٢٥٩. ولعل ابن اسحاق او ابن هشام اختصر الخبر على ما قاله في مقدمته أنه يحذف ما يشنع او يسوء بعض الناس ذكره ١ : ٤.
(٥) ابن هشام ٣ : ٧١ ومغازي الواقدي ١ : ٢٥٩.