ووقّف رسول الله العير والأسيرين وأبى أن يأخذ من ذلك شيئا (١) ، حتى رجع من بدر ، فقسّمها مع غنائم أهل بدر.
وفي شهر شعبان من هذه السنة الثانية قال الطبري والمسعودي : فرض صوم شهر رمضان (٢).
غزوة بدر الكبرى :
قال القمي في تفسيره : كانت بدر على رأس ستة عشر شهرا من مقدم رسول الله المدينة (٣) وكان سبب ذلك أن عيرا لقريش خرجت الى الشام فيها خزائنهم (٤) (ورجعت) (٥) فأمر رسول الله أصحابه بالخروج إليها ليأخذوها
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ : ٢٥٤. واختصر الخبر القمي في تفسيره ١ : ٧١ ، ٧٢ والطبرسي في اعلام الورى ١ : ١٦٧ ، ٧٤ ولعله عن القمي. وتمام الخبر : حتى رجع من بدر فقسمها مع غنائم أهل بدر ، مغازي الواقدي ١ : ١٨ وصرّح ابن اسحاق أن ذلك كان بعد نزول القرآن فيما حدث منهم في الشهر الحرام ، أي أن نزول الآيات أيضا كان بعد بدر. ولذلك فنحن نؤجل ذكر ذلك الى هنالك.
(٢) الطبري ٣ : ٤١٧ والتنبيه والاشراف : ٢٠٣ ولم يقولا بنزول آيات الصيام.
(٣) تفسير القمي ١ : ٢٧١.
(٤) قال الواقدي : وكانت العير ألف بعير ، وكانت فيها أموال عظام ، ولم يبق بمكة قرشي ولا قرشية له مثقال فصاعدا الا بعث به في العير ، فكان يقال : كان فيها خمسون الف دينار ، قيل : كان لبني عبد مناف فيها عشرة آلاف مثقال ، ولبني مخزوم مائتا بعير وخمسة آلاف مثقال ذهب ، ولامية بن خلف الفا مثقال ، وللحارث بن عامر بن نوفل الف مثقال وان اكثر ما فيها لآل سعيد بن العاص اما لهم أو قراضا بالنصف ١ : ٢٧.
(٥) قال الواقدي : ولما تحيّن رسول الله انصراف العير من الشام .. بعث طلحة بن عبيد الله