وتحابّوا به بروح الله بينكم ، إنّ الله يغضب أن ينكث عهده ، والسلام عليكم» (١).
وليس في رواية ابن اسحاق هذه ما في رواية الطبري الاولى من إكثار الاستشهاد بآيات من سور مدنية نازلة بعد في فترات متباعدة بعد هذه الفترة ، مما يفتّ في عضد تلك الرواية الاولى للطبري دون هذه الثانية لابن اسحاق.
وفي تمام خبر الكليني في «روضة الكافي» عن سعيد بن المسيّب عن علي بن الحسين عليهالسلام قال : ثم راح (بعد العصر) من يومه الى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها ، وعلي عليهالسلام معه لا يفارقه يمشي بمشيته ، وليس يمرّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ببطن من بطون الأنصار الّا قاموا إليه يسألونه أن ينزل عليهم فيقول لهم : خلّوا سبيل الناقة فانّها مأمورة. فانطلقت به ورسول الله واضع لها زمامها ، حتى انتهت الى الموضع الذي ترى ـ وأشار بيده الى باب مسجد رسول الله الذي يصلّى عنده على الجنائز ـ فوقفت عنده وبركت ووضعت جرانها على الأرض ، فنزل رسول الله.
وأقبل ابو أيوب مبادرا حتى احتمل رحله فأدخله منزله ، ونزل رسول الله وعليّ معه (عنده) حتى بني له مسجده وبنيت له مساكنه ومنزل علي عليهالسلام ، فتحوّلا الى منازلهما (٢).
سائر أخبار وصول الرسول :
نقل الطبرسي في «إعلام الورى» عن ابن شهاب الزهري قال : كان ناس من المهاجرين قد قدموا على (بني) عمرو بن عوف قبل قدوم رسول الله فنزلوا فيهم ... فلما أقبل رسول الله ووافى ذا الحليفة سأل عن طريق بني عمرو بن عوف فدلّوه.
فوافى رسول الله صلىاللهعليهوآله ونزل ، واجتمع إليه بنو عمرو بن عوف وسرّوا به ، فنزل على شيخ صالح منهم مكفوف البصر هو كلثوم بن هدم. وبنو عمرو بن
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ : ١٤٦ ، ١٤٧.
(٢) روضة الكافي : ٢٨٠.