عوف من بطون الأوس. فأقبل رسول الله يتصفّح الوجوه فلا يرى أحدا من الخزرج .. لما كان بينهم من الحروب والعداوة (١).
__________________
(١) وهنا قال الطبرسي : وروي : أن النبيّ صلىاللهعليهوآله لما قدم المدينة جاء النساء والصبيان فقلن : ـ
طلع البدر علينا من ثنيّات الوداع |
|
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع |
ثم يعود الى أخبار الرسول في قباء ، بينما هذا الخبر عن نساء المدينة ، فهو يقحمه بين أخبار قباء.
وقد خلت سيرة ابن اسحاق وابن هشام وتواريخ اليعقوبي والطبري والمسعودي عن هذا الخبر. ولعل أول من نقله هو البيهقي (ت ٤٥٨) في دلائل النبوة ٢ : ٢٣٣ ثم ابن حجر (ت ٨٥٢) في فتح الباري ٧ : ٢٠٤ ثم السمهودي (ت ٩١١) في وفاء الوفاء ٤ : ١١٧٢ ثم الديار بكري (ت ٩٨٢) في تاريخ الخميس ١ : ٣٤١ ثم الحلبي (ت ١٠٤٤) في سيرته ٢ : ٥٤.
والسمهودي نقلها وقال : ولم أر لثنيّة الوداع ذكرا في سفر من الأسفار التي بجهة مكة. وقد قال قبله ياقوت الحموي (ت ٦٢٦) في معجم البلدان ٢ : ٨٥ : الثنيّة : كل عقبة في الجبل مسلوكة ، وثنية الوداع ـ بفتح الواو ـ ثنية مشرفة على المدينة يطؤها من يريد مكة ، سمّي لتوديع المسافرين. وكذلك في مراصد الاطلاع ١ : ٣٠١.
فقال السمهودي يرده : إن ثنيّات الوداع ليست من جهة مكة ولا يراها القادم من مكة الى المدينة ولا يمر بها الّا اذا توجه الى الشام فهي من جهة الشام. والظاهر أن مستند من جعلها من جهة مكة ما سبق من قول النسوة ، وأن ذلك عند القدوم في الهجرة. ودور بني ساعدة في شامي المدينة ، فلعله دخل المدينة من تلك الناحية.
ولكن من نقل الخبر قال : ثم عدل ذات اليمين حتى نزل بقباء. فهل مرّ على بني ساعدة في المدينة قبل نزوله بقباء؟! هذا من المستبعد جدّا.
وروى ابن شبّة في تاريخ المدينة ١ : ٢٦٩ بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري : انما سميت ثنية الوداع لأن رسول الله أقبل من خيبر ومعه المسلمون ومعهم ازواجهم بالمتعة فقال لهم : دعوا ما بأيديكم من نساء المتعة. فارسلوهن فسمّيت ثنية الوداع ، لتوديع النساء