ثم رجع الى المدينة .. فأقام بها بقية جمادى الآخرة ورجبا وشعبان (١).
سرية نخلة :
روى الواقدي عن عبد الله بن جحش قال : حين صلّى العشاء رسول الله دعاني فقال : واف مع الصبح معك سلاحك أبعثك وجها. فوافيت صلاة الصبح وعليّ سيفي وقوسي وجعبتي ومعي درقتي. فلما صلّى النبيّ صلىاللهعليهوسلم بالناس الصبح سبقته الى باب داره ، واذا معي نفر من قريش ، وانصرف النبيّ عن صلاته فوجدني واقفا عند بابه ومعي نفر من قريش ، فدخل رسول الله ، ودعا ابيّ بن كعب فدخل عليه ، فأمره فكتب صحيفة من أديم خولاني (٢) فأعطانيها وقال :
استعملتك على هؤلاء النفر (وأشار الى النفر من قريش) فامض حتى اذا سرت ليلتين فانشر كتابي ثم امض لما فيه.
قلت : يا رسول الله ، أيّ ناحية؟
فقال : اسلك النجديّة تؤمّ ركيّة (٣).
قال الواقدي : فانطلق حتى اذا كان ببئر ابن ضميرة نشر الكتاب فقرأه فاذا فيه : سر على اسم الله وبركاته ، ولا تكرهنّ أحدا من أصحابك على المسير
__________________
ثم قال سهل : فو الله ما سماه به الا رسول الله ، وو الله ما كان اسم أحبّ إليه منه (الطبري ٢ : ٤٠٩) فمن أين جاءت الزيادة في رواية البخاري : «مغاضبا لفاطمة» اللهم الّا من حيث ذكرناه. ثم لا ننسى أنه عليهالسلام لم يكن قد دخل بفاطمة عليهاالسلام بعد.
(١) البداية والنهاية ٣ : ٢٤٨.
(٢) خولان : قريتان باليمن والشام كما في معجم البلدان ٥ : ٩٤ والأديم من إحداهما وهذه أول مرة يذكر فيها ابيّ بن كعب كاتبا لرسول الله في غير الوحي ، بعد الهجرة.
(٣) الركيّة : البئر.