ثم قال لنا : ألا احدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا : بلى يا رسول الله. قال : احيمر ثمود الذي عقر الناقة. والذي يضربك يا علي على هذه ـ ووضع يده على مقدّم رأسه ـ حتى يبلّ منها هذه. وأشار الى لحيته (١).
__________________
(١) سيرة ابن هشام ٢ : ٢٤٩ ، ٢٥٠ ثم روى عن بعض أهل العلم! : أن رسول الله انما سمّى عليا أبا تراب لأنه كان اذا عتب على فاطمة في شيء .. أخذ ترابا فوضعه على رأسه. فرآه رسول الله وعلى رأسه التراب فقال له : مالك يا أبا تراب؟ (بالمعنى).
ونقل محقق السيرة عن السهيلي في «الروض الانف» قال : وأصحّ من ذلك ما رواه البخاري في جامعه ، وهو أنه كان قد خرج الى المسجد مغاضبا لفاطمة ، فوجده رسول الله نائما وقد ترب جنبه ، فجعل يمسح التراب عن جنبه ويقول : قم يا أبا تراب.
ونقول : بل الأصح من هذه الثلاث هو ما رواه ابن اسحاق أولا مسندا عن يزيد ابن محمد عن أبيه محمد بن خيثم المحاربي عن عمار بن ياسر. أما ما رواه ثانيا مرفوعا عن بعض ـ أهل العلم ، فهو يلتقي وخبر البخاري في اتهام الامام بالعتب والغضب على فاطمة وهي عليه! وكأنّما أراد البخاري وأصحابه أن يعالجوا ما قاله هو بشأن الزهراء والشيخين : ماتت فاطمة وهي غضبى عليهما. فكأنهم أرادوا أن يقولوا : لو أنها غضبت عليهما فلقد غضبت على علي كذلك من قبل! فتأمّل ولا تقبل. على أنّ هذا الخبر الأخير رواه الطبري في تاريخه خلوا من «مغاضبا لفاطمة» بسنده عن أبي حازم قال : قيل لسهل بن سعد (الساعدي) : إن بعض امراء المدينة يريد أن يبعث إليك تسبّ عليا على المنبر! قال : أقول ما ذا؟ قال : تقول : أبا تراب. قال : والله ما سمّاه بذلك الا رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال (أبو حازم) : قلت : وكيف ذلك يا أبا العباس؟
قال : دخل علي على فاطمة ثم خرج من عندها فاضطجع في فيء المسجد. ثم دخل رسول الله على فاطمة فقال لها : أين ابن عمّك؟ فقالت : هو ذاك مضطجع في المسجد فجاءه رسول الله فوجده قد سقط رداؤه عن ظهره وخلص التراب إليه فجعل يمسح التراب عنه ويقول : اجلس أبا تراب.