وأنزل الله عليهم السماء ، وكان على أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله رذاذ بقدر ما لبد الأرض (١) وكانت قريش في موضع أنزل الله عليهم السماء حتى ثبتت اقدامهم في الأرض (وطمست).
والتقى الجمعان :
فلما أصبح رسول الله عبّأ أصحابه بين يديه وقال لهم : غضّوا أبصاركم ، ولا تبدءوهم بالقتال ، ولا يتكلّمنّ أحد (٢).
__________________
(١) الرذاذ : المطر الخفيف وقال القمي ١ : ٢٦١ في قوله سبحانه : (وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّماءِ ماءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْزَ الشَّيْطانِ) : ذلك انّ بعض اصحاب النبي احتلم. وروى الواقدي عن رفاعة بن مالك قال غلبني النوم فاحتلمت حتى اغتسلت آخر الليل ١ : ٥٤. وهذا أول ذكر للاحتلام والاغتسال من جنابته. ولم يقل : قبل طلوع الفجر ، لانّهم لم يكونوا صيّاما.
(٢) وفي اعلام الورى ١ : ١٦٨ : وكان لواء رسول الله يومئذ أبيض مع مصعب بن عمير ، ورايته مع علي عليهالسلام. وذكر ذلك في مجمع البيان ٢ : ٨٢٨ وأضاف : وصاحب راية الأنصار : سعد بن عبادة أو سعد بن معاذ. وكذلك في المناقب ١ : ١٩٠ وفي الطبري ٣ : ٤٣١ بسنده عن ابن عباس. والأغاني ٤ : ١٧٥. وفي الواقدي ١ : ١٠١ : أن سعد بن عبادة لما أخذ رسول الله في الجهاد كان يأتي دور الأنصار يحضّهم على الخروج ، فنهش في بعض تلك الاماكن فمنعه عن الخروج وروى عن ابن عباس وسعيد بن المسيب : أن رسول الله غزا الى بدر بسيف وهبه له سعد بن عبادة يقال له : العضب ، ودرعه : ذات الفضول ١ : ١٠٣ فقال رسول الله حين فرغ من القتال ببدر : لئن لم يكن يشهدها سعد بن عبادة لقد كان فيها راغبا. وضرب له بسهم من المغنم ١ : ١٠١.
وهنا روى ابن اسحاق : أن رسول الله عدّل صفوف أصحابه يوم بدر بسهم كان في يده ، فمرّ بسواد بن غزيّة من حلفاء بني النجار وهو خارج عن الصف متقدم عليه ، فطعنه النبيّ في بطنه بالسهم وقال : استو يا سواد. فقال : يا رسول الله أوجعتني ، وقد بعثك الله بالحق