فالتفت النبيّ الى أصحابه فقال : لو أطعتكم فيه آنفا فقتلته دخل النار!.
فأسلم ، وحسن اسلامه ، وجاهد في الله حتى قتل شهيدا يوم بئر معونة (١).
والآيتان التاليتان قوله سبحانه : (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ* فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَعْنَتَكُمْ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)(٢).
قال الطبرسي في «مجمع البيان» : آيتان في الكوفي ، وآية واحدة فيما عداه ، عدّ الكوفي «تتفكّرون» آية ، وتركها غيره (٣).
وقد التزم بعض المفسّرين بذكر وجه انتظام الآيات في السورة ، بل والسور في المصحف ، والطبرسي من هؤلاء كما في تفسيره وفي مقدمته : ثم اقدّم في كل آية ذكر الاختلاف في القراءات ، ثم ذكر انتظام الآيات (٤) وقد ذكر وجها لاتصال الآيات السابقة بما قبلها ، أمّا في هاتين الآيتين فكأنّه استبدل عن ذلك بذكر سبب النزول فقال : نزلت في جماعة من الصحابة أتوا رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : أفتنا في الخمر والميسر فانها مذهبة للعقل مسلبة للمال. فنزلت الآية (٥).
__________________
(١) مغازي الواقدي ١ : ١٥ بتصرف يسير.
(٢) البقرة : ٢١٩ و ٢٢٠.
(٣) مجمع البيان ٢ : ٥٥٥.
(٤) مجمع البيان ١ : ٧٧.
(٥) مجمع البيان ٢ : ٥٥٧.