مائتين ، يعترض لعير قريش ، على رأس ستة عشر شهرا ، فسلك على نقب بني دينار الى بيوت السقيا (الى جهة الجحفة) (١).
وقال ابن اسحاق : فنزل تحت شجرة ببطحاء ابن أزهر يقال لها : ذات الساق ، فصلى عندها فهناك مسجده. وصنع له عندها طعام .. واستقي له من ماء يقال له المشترب.
ثم ارتحل رسول الله فترك (أرض) الخلائق على يساره وسلك شعبة عبد الله ، ثم مال الى يساره حتى هبط يليل فنزل بمجتمعه ، واستقى من بئر بالضّبوعة.
ثم سلك الفرش حتى لقي الطريق بصحيرات اليمام ، ثم اعتدل به الطريق حتى نزل العشيرة من بطن ينبع. فأقام بها جمادى الاولى وليالي من جمادى الآخرة. ولم يلق قتالا. ووادع فيها بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة (٢) (فهو ثالث العهود).
عليّ أبو تراب :
ثم روى بسنده عن عمار بن ياسر قال : كنت أنا وعليّ بن أبي طالب رفيقين في غزوة العشيرة ، فلما نزلها رسول الله وأقام بها ، رأينا اناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم وفي نخل. فقال لي عليّ بن أبي طالب : يا أبا اليقظان ، هل لك في أن نأتي هؤلاء ، فننظر كيف يعملون؟ قلت : إن شئت.
فجئناهم فنظرنا الى عملهم ساعة ، ثم غشينا النوم ، فانطلقت أنا وعليّ حتى اضطجعنا بين صغار النخيل ، في التراب اللين فنمنا. فما أيقظنا الّا رسول الله يحركنا برجله وقد تترّبنا من ذلك التراب اللين الذي نمنا فيه ، وقال لعليّ : ما لك يا أبا تراب؟ لما رأى عليه من التراب.
__________________
(١) مغازي الواقدي ١ : ١٢.
(٢) وهذا غير ما مرّ من خبر الواقدي : أنه وادع بني ضمرة من كنانة ، فانهم في بواط غير متحالفين مع بني مدلج ، وهؤلاء منهم متحالفون مع بني مدلج في ذي العشيرة من ينبع.