غزوة بني لحيان :
وقبل قصّة بطن الرجيع كانت قصّة بئر معونة بدعوة أبي براء الخزاعي العامري وخيانة بني لحيان من هذيل وبيعهم خبيب بن عدي وزيد الدثنة إلى أهل مكّة وقتلهم هناك.
__________________
وروى بسند آخر عن جابر أيضا قال : لمّا انصرفنا راجعين فكنّا بالشقرة ، قال لي رسول الله : يا جابر ، ما فعل دين أبيك؟ فقلت : يا رسول الله انتظرت أن يجذّ نخله. فقال لي رسول الله : فمتى تجذّها؟ قلت : غدا. قال : يا جابر ، فإذا جذذتها فاعزل العجوة على حدتها وألوان التمر على حدتها ... وإذا جذذت فأحضرني. قلت : نعم. ثمّ قال : فمن أصحاب دين أبيك؟ قلت : أبو الشحم اليهودي ، له على أبي سقة تمر (جمع الوسق ، وهو الحمل ، وقدّره الشرع بستّين صاعا ـ النهاية ٢ : ١٦٩).
قال جابر : ففعلت (كما أمر) فجعلت الصّيحاني على حدة ، والعجوة على حدة ، وامّهات الجرادين على حدة ، ثمّ عمدت إلى مثل نخبة وشقحة وقرن وغيرها من الأنواع فجعلته حبلا واحدا وهو أقل التمر. ثمّ جئت رسول الله فخبّرته ، فانطلق رسول الله ومعه علية أصحابه ، فدخلوا الحائط ، وحضر أبو الشحم.
فلمّا نظر رسول الله إلى التمر مصنّفا قال : اللهم بارك له. ثمّ جلس وسطها ثمّ قال : ادع غريمك. فجاء أبو الشحم ، فقال له : اكتل. فاكتال حقه كلّه من العجوة وبقي التمر كما هو.
ثمّ قال لي رسول الله : يا جابر ، هل بقي على أبيك شيء؟ قلت : لا.
وبعنا منه وأكلنا منه دهرا حتى أدركت الثمرة من قابل ، ولقد كنت أقول : لو بعت أصلها ما بلغت ما كان على أبي من الدين ـ الواقدي ١ : ٣٩٨ ـ ٤٠٢.
وروى خبر الجمل والدين قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح ١ : ١٥٤ ح ٢٤٢ و ١٥٨ ح ٢٧٤ عن عمّار بن ياسر.
والخبر كما ترى ليس فيه ذكر عن الزكاة المفروضة ، ممّا يؤيّد عدم فرض الزكاة حتّى ذلك العهد.