شيئا يسيرا ، فو الله
ما زال ينمى عندي ويرى مكانه في بيتنا حتّى اصيب أمس فيما اصيب لنا. يعني يوم
الحرّة ـ ٣ : ٢١٦ ـ ٢١٨ والواقدي ١ : ٣٩٩ ـ ٤٠١ ، إلّا أنّه قال في آخر الخبر :
حتى اصيب هاهنا قريبا ، يعني الجمل! بدل : يعني الحرّة.
ونقل قبله عن جابر قال : إنا لمع النبيّ
إذ جاء رجل من أصحابه بفرخ طائر ورسول الله ينظر إليه ، فأقبل أبواه أو أحدهما حتى
طرح نفسه في يدي الذي أخذ فرخه فرأيت الناس عجبوا من ذلك ، فقال رسول الله : أتعجبون
من هذا الطائر؟ أخذتم فرخه فطرح نفسه رحمة لفرخه! والله لربّكم أرحم بكم من هذا
الطائر بفرخه!
قال جابر : وصحنا صاحبا لنا يرعى ظهرنا
وعليه ثوب متخرّق ، فقال رسول الله : أما له غير هذا (الثوب)؟ فقلنا : بلى يا رسول
الله ، إنّ له ثوبين جديدين في العيبة. فقال له رسول الله : خذ ثوبيك. فأخذ ثوبيه (القميص
والازار) فلبسهما وأدبر. فقال (لنا) رسول الله : أليس هذا أحسن؟ ما له ضرب الله
عنقه! وسمع ذلك الرجل ، فقال : في سبيل الله يا رسول الله. فقال رسول الله : في
سبيل الله. فضربت عنقه بعد ذلك في سبيل الله.
و (كنت) تحت ظل شجرة فأتانا رسول الله
فقلت : هلمّ إلى الظلّ يا رسول الله. فدنا إلى الظلّ فاستظل ، فذهبت لاقرّب إليه
شيئا فما وجدت إلّا جروا من قثّاء في أسفل الغرارة ، فكسرته ثمّ قرّبته إليه ،
فقال رسول الله : من أين لكم هذا؟ فقلنا : شيء فضل من زاد المدينة ، فأصاب منه
رسول الله.
فبينا رسول الله يتحدث عندنا إذ جاءنا
علبة بن زيد الحارثي بثلاث بيضات أداحي ، ـ فقال : يا رسول الله ، وجدت هذه
البيضات في مفحص نعام. فقال رسول الله : دونك يا جابر فاعمل هذه البيضات. فوثبت
فعملتهنّ ، ثمّ جئت بالبيض في قصعة وجعلت أطلب خبزا فلا أجده. فجعل رسول الله يأكل
من ذلك البيض بغير خبز ... وأمسك يده ... ثمّ قام والبيض في القصعة كما هو ...
فأكل منه عامّة أصحابنا. ثمّ رحنا مبردين.