وقد مرّ عن «التنبيه والإشراف» أن هانئا هو ابن قبيصة الشيباني ، وقد روى الطبري عن معمر بن المثنى عن فراس بن خندق أنه : هانئ بن مسعود ، ثم قال ابو عبيدة المثنّى : قال بعضهم : إن هانئ بن مسعود لم يدرك هذا الأمر ، وانما هو هانئ بن قبيصة بن هانئ بن مسعود ، ثم قال : وهو الثبت عندي (١) والمسعودي في «التنبيه والإشراف» أشرف به على سائر كتبه السابقة ونبّه به عليها ، فلعل هذا أيضا من موارد التنبيه (٢).
غزوة قرقرة الكدر (٣) :
مرّ أن ابن اسحاق ذكرها بعد رجوع الرسول من بدر باسبوع ، والطبري نقل تحديد الخروج إليها في غرة شوال بعد الزوال ، ولكن الواقدي قال : للنصف من المحرم على رأس ثلاثة وعشرين شهرا ، وغاب فيها خمس عشرة ليلة.
ثم روى عن يعقوب بن عتبة قال : بلغ رسول الله أن بقرارة الكدر جمعا من بني سليم وغطفان (على العدوان) فاستخلف على المدينة عبد الله بن أمّ مكتوم يصلي بهم ، ثم سار إليهم بمائتي رجل حتى أخذ عليهم الطريق ، فرأى آثار النعم ومواردها ولم يجد في المجال أحدا ، فأرسل نفرا من أصحابه الى أعلى الوادي ... فوجدوا ـ كما عن أبي أروى الدّوسي ـ خمسمائة بعير يرعاها غلام يسمّى يسار ،
__________________
(١) الطبري ٢ : ٢٠٦.
(٢) وننبّه هنا الى أننا قد أوردنا خبر ذي قار في أوائل الكتاب ، ولكني رجّحت ذكره هنا لما ترجّح عندي من العلاقة بين قولهم : نادوا بشعار التهامي فنادوا : يا محمد يا محمد ، وبين قوله : وبي نصروا ، وهذا أنسب أن يكون بعد بدر لا قبله.
(٣) قرقرة الكدر : بناحية معدن بني سليم قريب من الأخضية وراء سدّ معونة ثمانية برد عن المدينة ١٧٦ كيلومترا.