راتج ، فكان للمهاجرين من ذباب إلى راتج ، وكان للأنصار ما بين ذباب إلى خربى. وخندقت بنو عبد الأشهل بما يلي راتج إلى خلفها حتى جاء الخندق من وراء المسجد ، وخندقت بنو عبد الأشهل بما يلي راتج إلى خلفها حتى جاء الخندق من وراء المسجد ، وخندقت بنو دينار من عند خربى إلى موضع دار ابن أبي الجنوب (اليوم) وشبّكوا المدينة بالبنيان من كلّ ناحية فهي كالحصن (١).
وقال القمي : فأمر رسول الله بحفره من ناحية احد إلى راتج. وجعل على كلّ عشرين خطوة وثلاثين خطوة قوما من المهاجرين والأنصار يحفرونه (٢).
رجز النبيّ والمسلمين :
قال القمي : وبدأ رسول الله فأخذ معولا فحفر في موضع المهاجرين بنفسه ، وأمير المؤمنين عليهالسلام ينقل التراب من الحفرة ، حتّى عرق رسول الله وعيي ، فلمّا نظر الناس إلى رسول الله يحفر اجتهدوا في الحفر ونقل التراب (٣).
وروى الواقدي بسنده قال : كان المهاجرون والأنصار يحفرون والشباب ينقلون التراب على رءوسهم في المكاتل ، فيجعلونه ممّا يلي النبيّ وأصحابه ، حتّى صارت الخندق قامة : وكانوا يأتون بالحجارة من جبل سلع فيسطرونها ممّا يليهم كأنّها أكوام تمر ، فكانت من أعظم سلاحهم (٤).
وجعل رسول الله يعمل معهم في الخندق لينشّط المسلمين ، فجعلوا يعملون مستعجلين يبادرون قدوم العدو عليهم (٥) وكان رسول الله يحمل التراب في المكتل يطرحه ، ويقول :
هذا الجمال لا جمال خيبر |
|
هذا أبرّ ـ ربّنا ـ وأطهر |
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٤٥٠.
(٢ و ٣) تفسير القمي ٢ : ١٧٧.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٤٤٦.
(٥) مغازي الواقدي ٢ : ٤٤٥.