فارتاد موضعا ينزله ، فكان أعجب المنازل إليه أن يجعل سلعا (١) خلف ظهره ويخندق من المذاذ (٢) إلى ذباب إلى راتج (٣).
واستعاروا من بني قريظة آلة كثيرة من مساحي وكرازين ومكاتل (٤) يحفرون بها الخندق ، وكان بنو قريظة يومئذ سلما للنبيّ صلىاللهعليهوآله ويكرهون قدوم قريش.
ووكّل رسول الله بكلّ جانب من الخندق قوما يحفرونه : فكان المهاجرون يحفرون من جانب راتج إلى ذباب ، وكانت الأنصار تحفر من ذباب إلى جبل بني عبيد. وكان سائر المدينة مشبّكا بالبنيان (٥).
وروى عن ابن كعب القرظي قال : كان الخندق الذي خندق رسول الله ما بين جبل بني عبيد إلى راتج (٦). قالوا : وكان الخندق ما بين جبل بني عبيد بخربى إلى
__________________
(١) جبل سلع ويسمى أيضا جبل ثواب ، في الشمال الغربي للمسجد النبوي الشريف بثمانمائة متر تقريبا قريبا من مسجد السبق باتجاه المساجد السبعة ، وقد غطت العمائر العالية أغلب جهاته ويمكن الصعود إليه من ممر ضيق بين عمارتي جوهرة أمّ القرى وجوهرة المدينة ، وعليه كهف لا يزال حتى اليوم يعرف بكهف ابن حرام ، قيل : إنّ النبي صلىاللهعليهوآله كان يبيت فيه محروسا أيام غزوة الخندق ، كما في الدر الثمين : ٢٣٣ ومقال عبد الرحمن خويلد في مجلة الميقات ٤ : ٢٥٦ وانظر فيها : ٢٥٩ ففيها : أنه صلىاللهعليهوآله ضربت له قبة في الأيام الاولى من حفر الخندق على جبيل الراية خلف محطة الزغيبي للبنزين شمال المسجد النبوي الشريف ـ بكيلومتر وثمانمائة متر ، وفي موضع القبة اليوم مسجد يسمى مسجد الراية وقال السمهودي : هو جبل معروف بسوق المدينة ـ وفاء الوفاء ٢ : ٣٢٤ ـ.
(٢) المذاذ : اسم اطم لبني حرام من بني سلمة غربيّ مسجد الفتح ـ وفاء الوفاء ٢ : ٣٧٠ ـ.
(٣) راتج : هو جبل غربي بطحان إلى جنب جبل بني عبيد ـ وفاء الوفاء ٢ : ٣١٠ ـ.
(٤) جموع المسحاة والكرزن والمكتل ، وهي : المجرفة والفأس والزبيل الكبير.
(٥) مغازي الواقدي ٢ : ٤٤٥ و ٤٤٦.
(٦) مغازي الواقدي ٢ : ٤٥١.