سريّة عبيدة بن الحارث :
روى الواقدي قال : ثمّ عقد لواء لعبيدة بن الحارث ، في شوّال على رأس ثمانية أشهر ، إلى رابغ ـ ورابغ على عشرة أميال من الجحفة إلى قديد ـ فخرج عبيدة في ستّين راكبا كلّهم من قريش (من المهاجرين ليس فيهم أنصاري) فلقي أبا سفيان بن حرب على ماء يقال له أحياء من بطن رابغ ، وأبو سفيان يومئذ في مائتين .. لم يسلّوا السيوف ولم يصطفّوا للقتال .. وتقدم سعد بن أبي وقّاص أمام أصحابه ونثر كنانته (ليرميهم) وترّس أصحابه عنه ، فرمى بما في كنانته حتى أفناها ، وكان فيها عشرون سهما ، وليس منها سهم إلّا يقع فيجرح إنسانا أو دابّة (ومع ذلك فإنّهم) لم يسلّوا السيوف ولم يصطفّوا للقتال ، بل انصرفوا ... فقال سعد لعبيدة : لو اتبعناهم لأصبناهم فإنّهم قد ولّوا مرعوبين. فلم يتابعه عبيدة على ذلك ، بل انصرفوا إلى المدينة (١).
وقال ابن اسحاق : وبعث رسول الله عبيدة بن الحارث بن المطّلب بن عبد مناف في ستّين راكبا من المهاجرين .. حتّى بلغ ماء بالحجاز بأسفل ثنيّة المرّة ... ورمى سعد بن أبي وقّاص بسهم ، وهو أوّل سهم رمي به في الإسلام ثم انصرف القوم عن القوم ولم يكن بينهم قتال (٢).
وكان المقداد بن عمرو حليف بني زهرة ، وعتبة بن غزوان المازني حليف بني نوفل مسلمين (بمكّة) فخرجا معهم ليتوصّلوا بهم إلى المسلمين ، ففرّوا منهم إليهم.
__________________
(١) مغازي الواقدي ١ : ١٠ ، ١١ بتصرّف وكذلك في رواية الطبري عنه ٢ : ٤٠٢. والتنبيه والإشراف : ٢٠١.
(٢) ونقله الطبرسي في إعلام الورى ١ : ١٦٢ بلا إسناد.