فجعل المسلمون يرتجزون وإذا رأوا من الرجل فتورا ضحكوا منه (١).
وقال رسول الله يومئذ : لا يغضب أحد ممّا قال صاحبه لا يريد بذلك سوءا. ولكنّه عزم على حسّان بن ثابت وكعب بن مالك أن لا يقولا شيئا.
وغيّر النبيّ اسم جعيل بن سراقة إلى عمرو فجعلوا يرتجزون له يقولون :
سماه من بعد جعيل عمرا |
|
وكان للبائس يوما ظهرا (٢) |
فكان رسول الله يشاركهم في أعجاز أرجازهم يقول : عمرا ، ظهرا (٣).
وروى عن البراء بن عازب قال : رأيت رسول الله يومئذ في حلّة حمراء ، وكان أبيض شديد البياض كثير الشعر يضرب الشعر منكبيه. ولقد رأيته يومئذ يحمل التراب على ظهره حتّى حال الغبار بيني وبينه.
وروى عن أبي سعيد الخدري قال : رأيت رسول الله يحفر الخندق مع المسلمين والتراب على صدره وهو يقول :
لا همّ لو لا أنت ما اهتدينا |
|
ولا تصدّقنا ولا صلّينا (٤) |
وجعلت الأنصار ترتجز وتقول :
نحن الذين بايعوا محمّدا |
|
على الجهاد ما بقينا أبدا |
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله :
لا همّ لا خير إلّا خير الآخرة |
|
فاغفر للأنصار وللمهاجرة |
أو قال :
لا همّ إنّ العيش عيش الآخرة |
|
فاغفر للأنصار وللمهاجرة |
لا همّ والعن عضلا والقارة |
|
هم كلّفوني أنقل الحجارة (٥) |
__________________
(١) مغازي الواقدي ٢ : ٤٤٦.
(٢) ورواه ابن إسحاق في السيرة ٣ : ٢٢٧.
(٣) مغازي الواقدي ٢ : ٤٤٧ و ٤٤٨.
(٤) مغازي الواقدي ٢ : ٤٤٩.
(٥) مغازي الواقدي ٢ : ٤٥٣.