معك ، وامض لأمري فيمن تبعك حتى تأتي بطن نخلة ، فترصّد بها عير قريش (١) وتعلّم لنا من أخبارهم (٢).
فلما قرأ عليهم الكتاب قال لهم : لست مستكرها أحدا منكم ، فمن كان يريد الشهادة (٣) فليمض ، فاني ماض لأمر رسول الله ، ومن أراد الرجعة ، فمن الآن.
فقالوا : نحن سامعون مطيعون لله ولرسوله ولك ، فسر على بركة الله حيث شئت.
فسار حتى بلغ نخلة ، فوجد عيرا لقريش ، فيها : عمرو بن الحضرمي ، والحكم بن كيسان المخزومي (مولاهم) وعثمان بن عبد الله المخزومي ، ونوفل بن عبد الله المخزومي (٤).
قال ابن اسحاق : وكان أصحاب عبد الله بن جحش من المهاجرين : أبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة ، وعكّاشة بن محصن ، وعتبة بن غزوان ، وسعد بن أبي وقاص ، وعامر بن ربيعة ، وواقد بن عبد الله ، وخالد بن البكير ، وسهيل بن بيضاء. ليس فيهم من الأنصار أحد.
فمرّت بهم عير لقريش تحمل زبيبا وأدما وتجارة من تجارة قريش (٥).
ورأى واقد بن عبد الله وعكّاشة بن محصن أن يغيروا عليهم ، فحلق عامر ابن ربيعة رأس عكّاشة بيده حتى إذا رآهم المشركون يقولون : هؤلاء معتمرون ثم أشرف عكّاشة عليهم ، فظن المشركون أن هؤلاء معتمرون ، فأمنوا في أنفسهم
__________________
(١) مغازي الواقدي ١ : ١٣.
(٢) سيرة ابن هشام ٢ : ٢٥٢.
(٣) وهذه أول مرة تذكر فيها الشهادة ، مما يشهد أن رسول الله كان قد شرحها لهم.
(٤) مغازي الواقدي ١ : ١٤.
(٥) سيرة ابن هشام ٢ : ٢٥٣ ومغازي الواقدي ١ : ١٦ وخمرا وفي عددهم قيل : كانوا اثني عشر رجلا ١ : ١٧ و ١٩.