__________________
ـ لبابة وخوّات يحملان سويدا من الثمل حتى كانوا قريبا من بني غصينة تجاه بني سالم ، فجلس سويد يبول وهو سكران ، فبصر به انسان من الخزرج ، فذهب إلى المجذّر بن ذياد وقال له : هذا سويد ثمل أعزل لا سلاح معه (وكان سويد قد قتل معاذ بن عفراء) فخرج المجذّر مصلتا سيفه ، فلمّا رآه أبو لبابة وخوّات وهما أعزلان لا سلاح معهما فانصرفا سريعين ، وثبت سويد لا حراك به ، فوقف عليه المجذّر وقال : قد أمكن الله منك! فقال : ما تريد منّي؟ قال : أقتلك ، فقتله ، فكان قتله هو الذي هيّج وقعة بعاث.
فلمّا قدم رسول الله المدينة أسلم المجذّر والحارث بن سويد وشهدا بدرا ، وجعل الحارث يطلب مجذّرا ليقتله بأبيه فلم يقدر عليه يومئذ.
فلمّا كان يوم احد وجال المسلمون تلك الجولة أتاه الحارث من خلفه فضرب عنقه.
ونظر إليه خبيب بن يساف فجاء إلى النبيّ فأخبره.
ولمّا رجع الرسول من حمراء الأسد أتاه جبرئيل عليهالسلام فأخبره : أنّ الحارث بن سويد قتل مجذّرا غيلة وأمره بقتله.
وكان رسول الله يأتي قباء كلّ سبت واثنين ، وركب إليه في اليوم الذي أخبره جبرئيل ـ وكان يوما حارّا لا يذهب فيه إلى قباء ـ فلمّا دخل رسول الله مسجد قباء صلّى فيه ، وسمعت الأنصار فجاءت تسلّم عليه ، فجلس رسول الله يتحدّث ويتصفّح الناس حتى طلع الحارث بن سويد في ملحفة مورّسة (أي مصبوغة بالورس وهو نبات أصفر كان يصبغ به) ، فلمّا رآه رسول الله دعا عويم بن ساعدة فقال له : قدّم الحارث بن سويد إلى باب المسجد فاضرب عنقه بمجذّر بن ذياد فإنّه قتله يوم احد.
فأخذه عويم ، فقال الحارث : دعني اكلّم رسول الله. ونهض رسول الله يريد أن يركب ودعا بحماره ، فجعل الحارث يقول : قد والله قتلته يا رسول الله ، والله ما كان قتلي إيّاه رجوعا عن الإسلام ولا ارتيابا فيه ، ولكنّه حميّة الشيطان وأمر وكلت فيه إلى نفسي ، وإنّي