__________________
ـ معاذ سيف بن أبي الحقيق ، وكان سيفا مذكورا عندهم. وكان مال سهل بن حنيف وأبي دجانة معروفا يقال له : مال ابن خرشة ، وأعطى الزبير بن العوّام وأبا سلمة بن عبد الأسد : البويلة ، وأعطى حبيب بن سنان : الضرّاطة ، وأعطى عبد الرحمن بن عوف شؤالة ، وأعطى أبا بكر بئر حجر ، وأعطى عمر بئر جرم.
واستعمل رسول الله على أموال بني النضير مولاه أبا رافع (وهذا أوّل ذكر لأبي رافع) وإنّما كان ينفق على أهله من بني النضير إذ كانت خالصة له ، وكان يزرع تحت النخل زرعا كثيرا ، منها قوت أهله سنة من الشعير والتمر لأزواجه وبني عبد المطّلب ، فما فضل جعله في السلاح والخيل. وكانت منها صدقاته ، ومن أموال مخيريق (اليهوديّ الشهيد ببدر) وهي سبعة حوائط : الميثب ، والصافية ، والدلال ، وحنى ، وبرقة ، والأعواف ، والمشربة التي سمّيت بعد بامّ إبراهيم.
وكان ذلك بعد نزول سورة الحشر وفيها قوله ـ سبحانه ـ : (ما أَفاءَ اللهُ عَلى رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرى فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِياءِ مِنْكُمْ وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ* لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَرِضْواناً وَيَنْصُرُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ) (الحشر : ٧ و ٨) ومع ذلك قال عمر لرسول الله : يا رسول الله ألّا تخمّس ما أصبت من بني النضير كما خمّست ما أصبت من بدر؟!
فقال رسول الله : لا أجعل شيئا جعله الله لي من دون المؤمنين كما وقع فيه السهمان للمسلمين ـ مغازي الواقدي ١ : ٣٦٤ ـ ٣٨٠. هذا وهو لم يخمّس في بدر.
وبصورة ضمنيّة تبيّن تأريخ خروج المهاجرين الفقراء من دور الأنصار أيضا.
وقال ابن إسحاق : قال عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يذكر إجلاء بني النضير :
عرفت ، ومن يعتدل يعرف |
|
وأيقنت حقّا ولم أصدف |