والسورة التالية للاحزاب في النزول حسب الخبر المعتمد هي سورة الممتحنة (١) وهي قد نزلت في حاطب بن ابي بلتعة حيث كتب الى قريش في مكة أنّ النبي يريد غزوهم (٢) وهذا يعني أنها نزلت فيما بعد الحديبية وقبيل فتح مكة ، فالى هناك.
__________________
ـ أمّ المساكين. وعن ابن عباس : أنها ميمونة بنت الحارث كانت وهبت نفسها للنبيّ بلا مهر ـ مجمع البيان ٨ : ٣٥٠ ، وميمونة بنت الحارث هي الهلالية خالة ابن عباس نفسه ، والتي زوّجها النبي ابوه العباس في عمرة القضاء آخر السابعة ، وكانت بمهر فليست هي الواهبة نفسها للنبيّ بلا مهر ، وأظنه متزلفا به الى امراء بني العباس بأن خالتهم هي الواهبة نفسها للنبيّ صلىاللهعليهوآله!
والآية التالية قوله سبحانه : (تُرْجِي مَنْ تَشاءُ مِنْهُنَّ ...) في التبيان ٨ : ٣٥٤ ومجمع البيان ٩ : ٥٧٤ وذكروا فيمن أرجأ منهن : جويرية ثم صفية ثم أم حبيبة ثم ميمونة ، وهي الآنفة الذكر ، وهذا يقتضي إرجاء الخبر الى هناك ، ولا سيّما وقد ربط الطبرسي بين هذه الآية وآيتي التخيير ٢٨ و ٢٩ من السورة وذكر هذه الثلاث فيمن خيرهن ٩ : ٥٥٤ وقبله الطوسي في التبيان ٨ : ٣٣٥ ، ٣٣٦.
ونقل الطبرسي في الآية التالية ٥٢ في قوله ـ سبحانه ـ : (... وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ ...) قال : قيل : إنّ التي أعجبه حسنها أسماء بنت عميس بعد قتل جعفر بن أبي طالب عنها ـ مجمع البيان ٩ : ٥٧٥. فهذا يقتضي تأخير الآية أو الآيات الى ما بعد غزوة موتة في التاسعة. ولا اقل من تأخير أخبار هذه الآيات ولا سيّما آية التخيير الى ما بعد حرب خيبر ، كما في تفسير القمي ٢ : ١٩٢ ، فالى هناك.
(١) التمهيد ١ : ١٠٦.
(٢) تفسير القمي ٢ : ٣٦١.