وهل اليهود بعد مبعث عيسى عليهالسلام كهم بعد مبعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ اشكال ، وإن كان بينهما فإن انتقل الى دين من بدل لم يقبل ، وإلاّ قبل.
______________________________________________________
وإن كان الدخول بعد مبعث عيسى عليهالسلام ، وهو الذي أراده المصنف بقوله : ( وهل اليهود بعد مبعث عيسى عليهالسلام كهو بعد مبعث النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم؟ فيه اشكال ، ومنشأ الاشكال أنه حينئذ قد دخل في دين الباطل في اعتقاده ، وفي نفس الأمر فلا يقبل منه ولا تقر أولاده عليه ، ولعموم قوله تعالى ( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ) (١).
ومن عموم النص الدال على إقرار اليهود والنصارى ، خرج من ذلك من كان دخوله بعد مبعث نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم فيبقى ، الباقي على حكمه.
ولأنا لا نعلم كيفية نسخ شرع عيسى عليهالسلام لشريعة موسى عليهالسلام ، وهل نسخت بعضها أو كلها. وفي القبول قوة ، لعموم النص الدال على الإقرار ، ولم يثبت من النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم تفرقة بين من كان قد تهود قبل مبعث عيسى عليهالسلام وبعده ولا تفحص عن ذلك ، وكون ذلك الدين حينئذ باطلا لا يمنع من احترامه.
قوله : ( وإن كان بينهما ، فإن انتقل الى دين من بدل لم يقبل ، وإلاّ قبل ).
هذا هو الحال الثالث ، وهو أن يكون الدخول في دين أهل الكتاب والانتقال اليه بعد تبديله وتحريفه وقبل نسخه ، وحكمه انه تمسك بالحق الذي ليس بمحرف ، فلا شك في القبول ، وإن تمسك بالمحرف لم يقبل منه على أصح الوجهين ، لأن ذلك خارج عن ذلك الدين فهو كسائر الأديان الباطلة.
__________________
(١) آل عمران : ٨٥.