كالقاموس ، قال فيه على ما حكي عنه : « التبسم أقل الضحك وأحسنه » ولعل مرادهما الضحك المشتمل على صوت كما فسرها به في الروضة والمسالك والمنظومة والمحكي عن الميسية والمقاصد العلية والنجيبية ، بل في الأول وإن لم يكن فيه ترجيع ولا شدة ، وهو الموافق لما حكي عن الزوزني في المفصل والبيهقي في المصادر من أنها الضحك بصوت ، فيكون التبسم حينئذ هو الذي لا صوت فيه كما في التذكرة والذكرى والمدارك والمحكي عن نهاية الأحكام والروض وإرشاد الجعفرية والهلالية ، وهو غير مبطل للصلاة نصا وإجماعا في الأولين إن لم يكن محصلا ، ولعلهم بنوا ما ذكروه في القهقهة على أن العرف يقتضي ذلك ، وأنه مقدم على اللغة ، أو أنهم رجحوا ذلك لغة كما سمعته من الزوزني والبيهقي ، بل يمكن إرجاع الجميع إليه ، فإنه وإن حكي أنه قال في الصحاح والديوان : « القهقهة في الضحك معروفة ، وهي أن يقول : قه قه » وفي الأساس « قه الضاحك إذا قال في ضحكه : قه ، فإذا كرره قيل : قهقه » وفي مجمع البحرين « قه قها من باب ضرب : ضحك ، وقال في ضحكه : قه بالسكون ، فإذا كرر قيل : قهقه من باب دحرج » لكن قد يكون ذلك منهم كناية عن الصوت الذي فيه ترجيع ، كما تعارف التعبير عن السعال بأح أح لا خصوص قه قه ، ضرورة كون المشاهد خلو أكثر أفراد الضحك بل المعلوم أنه من القهقهة من ذلك ، واليه يرجع حينئذ ما قيل من أن في القاموس قهقه رجع في ضحكه أو اشتد ضحكه كقه فيهما » وفي العين « قهقه الضاحك إذا مع ورجح » وكذا تهذيب اللغة عن ابن المظفر ، بل وما في الجمل والمقاييس « من أنها الإغراق في الضحك » وشمس العلوم « أنها المبالغة فيه ».
وبالجملة بملاحظة ما سمعته في النصوص من المقابلة مع ظهور إرادة تعميم البيان لسائر أفراد الضحك لا خصوص فرد منه وبقاء الباقي مضافا إلى ما سمعته من بعض أهل الفقه واللغة يظن إرادة ما عدا التبسم من القهقهة ، سواء اشتمل على لفظ قه قه