في التعرّض لما اعترضه المصنّف على الكلام المذكور
وفي كلامه ـ كما ترى ـ أنظار غير مخفيّة على الواقف بما ذكرنا في طيّ أجزاء التعليقة وسنذكره يطول المقام بذكرها ، ونقتصر فيه على التعرّض لما أورده شيخنا قدسسره عليه في « الكتاب » بقوله قدسسره : ( أقول : قد ذكرنا في المتباينين وفيما نحن فيه : أن استصحاب الاشتغال ... الى آخره ) (١) (٢).
__________________
(١) قال الشيخ موسى بن جعفر التبريزي قدسسره :
« حاصله : دعوى حكومة أخبار البراءة على قاعدة الإحتياط سواء كان المستند فيها استصحاب الشغل أو العقل.
نعم ، لو كان المستند فيها الأخبار كان لما ذكره صاحب الفصول وجه.
أمّا الأوّل : فلكون الأصل مثبتا ؛ لأن استصحاب الإشتغال بعد الإتيان بالأقلّ لا يثبت وجوب الأكثر إلاّ على القول بترتّب الآثار العقليّة على المستصحب ومع التسليم فاخبار البراءة حاكمة عليه كما أوضحه المصنف رحمهالله.
وأقول : هذا مضافا إلى منع جريان استصحاب الإشتغال في مورد جريان قاعدته كما أشار إليه المصنف رحمهالله سابقا وفيما يأتي ان شاء الله تعالى.
وأما الثاني : فإن قاعدة الإحتياط المستندة إلى العقل إن كان مقتضاها الدلالة على ان ما وجب في الواقع هو الأكثر دون الأقل كان لما ذكره وجه ، وليس كذلك لأن مبناها على حكم العقل بوجوب دفع العقاب المحتمل فإذا فرضت دلالة أخبار البراءة على عدم وجوب الأكثر