كلام كاشف الغطاء في المقام
وقد صرّح كاشف الغطاء بعدم الفرق في الأصل المذكور بين فعل المسلم والكافر ، وأرسله إرسال المسلّمات ولم يشر إلى مخالف فيه أصلا ، وإن كان في استدلاله على ذلك بأصالة السّلامة في جميع الموجودات نظر.
قال قدسسره : « البحث السّادس والثّلاثون في أنّ الأصل فيما خلقه تعالى من الأعيان من عرض ، أو جوهر ، حيوان أو غير حيوان صحّته ، وكذا ما أوجده الإنسان البالغ العاقل من أقوال أو أفعال فيبنى فيها على وقوعها على نحو ما وظّفت له ، وعلى وفق الطّبيعة الّتي اتخذت لها من مسلم مؤمن ، أو مخالف أو كافر ، كتابي أو غير كتابيّ ، فيبنى إخباره ودعاويه على الصّدق ، وأفعاله وعقوده وإيقاعاته على الصّحة حتّى يقوم شاهد على الخلاف ، إلّا أن يكون في مقابلة خصم ».
وساق الكلام إلى أن قال :
« وتفصيل الحال : أنّ الأصل في جميع الكائنات من جمادات ، أو نباتات ، أو حيوانات ، أو عبادات ، أو عقود ، أو إيقاعات ، أو غيرها من إنشاءات ، أو إخبارات : أن يكون على نحو ما خلقت عليه حقيقتها من التّمام في الذّات ، وعدم النّقص في الصّفات ، وعلى طور ما وضعت له بارئها على وجه ترتّب آثارها فيها على معانيها : من صدق الأقوال وترتّب الآثار على الأفعال » (١). انتهى كلامه رفع مقامه.
__________________
(١) كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغرّاء : ج ١ / ٢٠١ ـ ٢٠٢.