للصحّة معان بعضها داخل في النّزاع وبعضها خارج
أقول : لا يخفى عليك الفرق بين هذا التّنزّل وسابقه ، وهو أنّه كان الكلام في السّابق أن الرّوايات لا تدلّ إلّا على عدم جواز اتّهام المؤمن ، وأنّه فعل ما هو قبيح باعتقاده وحرام شرعا. وأمّا الدّلالة على أنّ فعله متّصف بصفة الحسن الشّرعي فلا. وفي هذا يكون الكلام في أنّه لو فرضنا دلالتها على وجوب حمل فعل الأخ على أنّه فعل حسن ولو في مقام لا تنفك حسنه واقعا عن ترتيب الآثار الوضعيّة عليه لم ينفع في إثبات ترتيب الآثار الوضعيّة عليه ؛ لعدم دلالتها على ذلك وعدم كونها مسوقة لبيان إثبات الآثار الوضعيّة.
فتبيّن ممّا ذكرنا كلّه : أنّ هنا معاني للصّحة بعضها خارج عن محلّ النّزاع وإن دلّت عليه كثير من الآيات والأخبار ، وبعضها داخل في محلّ النّزاع لكنّه ليس من مدلول الأخبار والآيات المتقدّمة.
منها : حمل فعله على عدم كونه معصية وقبيحا عنده بمعنى عدم اتّهامه في فعله. وهذا المعنى وإن دلّت عليه الآيات والأخبار الكثيرة ، بل عرفت كونه من ضروريّات الفقه ، إلّا أنّ الكلام ليس فيه.
ومنها : حمله على أنّه حسن واقعا من غير أن يحكم عليه بترتيب الآثار
__________________
الحكم بصفة الحسن لا على ترتيب لوازمه غير الشّرعيّة.
ويستفاد من كلامه هذا عدم إثبات هذا الأصل كسائر الأصول اللازم العقلي والعادي » إنتهى.
أنظر حاشية فرائد الأصول : ٣ / ٣٨٨.